بداية أعزائي القراء دعوني أبدأ هذه الكلمات المتواضعة بهذين المثالين: المثال الأول: في جميع مشاهداتنا لمقابلات والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله وأدام الله عزه نلاحظه وهو يقول ويردد (أنا خادم للشعب..أنا أعمل لدى الشعب..أناموظف لدى المواطنين) لله درك من تواضع..لله درك من إنسان عظيم..لله درك من ملك أتعبت الملوك من بعدك يا عبد الله بتواضعك وبساطتك وعفويتك الفطرية. المثال الثاني: جميعنا شاهد استقبالات كثيرة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود (رحمه الله) وبالتأكيد أن جميع العالم لاحظ تلك الابتسامة الجذَابة على محياه رحمه الله وكثيراً ما سمعناه وهو يرد على من يطلبه (سم.. وابشر على خشمي) رحمك الله يا سلطان الخير. وفي مقابل هؤلاء الكرام أبناء الكرام يؤسفني أنه عندما أدخل أو أزور أي دائرة حكومية لمراجعة أي معاملة يقابلني الموظف (بسوء معاملة) وذلك بتجهم (تكشيرة) يوازيها كلمة في غاية الاستفزاز بقوله (إيش عندك) حتى وإن كنت مبتسماً له وألقي عليه السلام يواجهني بنفس التجهم السابق ولا يرد السلام بل يقول (هلا..إيش عندك). يا للأسف أن نجد موظفين في دوائر حكومية يخرجون من أفواههم هذه الكلمة الشنيعة المشينة وكأنهم مجبرين على خدمة المواطنين بل وكأنهم لا يتقاضون أجراً شهرياً على خدمة المواطنين. لا أدري كيف يكون هذا التعامل مع المراجعين (المواطنين أو المقيمين) ولا أدري هل هذا المواطن دخل إلى غرفة النوم الخاصة بالموظف كي يقول له (إيش عندك)؟ لا أعرف ماذا سينقص من هذا المتجهم المنسلخ من سلوكيات التعامل لو ابتسم في وجه المواطن واستبدل كلمة (إيش عندك) ب (اتفضل كيف ممكن أخدمك). (إيش عندك) كلمة أشعلت مشاعر الغضب والاستفزاز لدى كثير من الناس. (إيش عندك) كلمة أصبحت (كليشة رسمية) أو عُرف رسمي بين الموظفين. (إيش عندك) كلمة تدل على أنه يمتن عليَّ بما يقدمه لي من خدمة. (إيش عندك) كلمة تقال في المضاربات. (إيش عندك) كلمة تخالف السلوك والأخلاق الإسلامية والإنسانية حيث قال صلى الله وسلم (إنما الدين الخلق) وقال أيضا (تبسمك في وجه أخيك صدقة) وكذلك قال عليه السلام (عامل الناس كما تحب أن يعاملوك) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. رسالة أوجهها لهذا الموظف (المكشر) ولهذا الذي يقول (إيش عندك) سيأتي عليك يوم تقع في هذا الموقف وسيقال لك وبنفس التكشيرة (إيش عندك) فلا تنزعج أو تغضب أو تستفزك الكلمة ولكن فكِر بنفسك وبكيفية استقبالك أنت لغيرك. دعوة للتقدم والرقي.... لن ينقص من قدرك أو من كرامتك شيء إذا ابتسمت في وجه المراجع (المواطن) واستبدلت كلمة (إيش عندك) ب (اتفضل..كيف ممكن أخدمك). دعونا نرتقي بأنفسنا "ببناء الإنسان" ونرتقي بسلوكياتنا ونرتقي بأخلاقنا التي تعلمناها من سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتخلضلَّق بأخلاقه كي نكون الأفضل والأحسن والأجمل. وأخاف أن أكثركم يقرأ مقالي هذا وهو (مكشِر) ويقول (إيش عندك). للتواصل عبر البريد الالكتروني / [email protected] على التويتر : @engwaelab