اللافتُ للانتباه في تعامل كل الأطراف مع ما يجري في سوريا هو (انحسار) الدور التركي. فبعد أن كانت القياداتُ التركية، مع بداية الثورة، تُزبد و تُرعد تَهديداً و وعيداً و مُهَلاً لنظام بشار، تراجعت تماماً في الشهرين الماضيين، الّا من تصريحات (رفعِ عتب). حتى اجتماعاتُ (المجلس الوطني السوري) التأمتْ في تونس بعد أن كانت تركيا مقر اجتماعات قيادات المعارضة. ما سر ذلك.؟.أهي ضغوطُ ايران أم اسرائيل أم أمريكا أم جميعها لإفساح المجال لتحرك (الجامعة العربية) الهزيل.؟.هل كانت مواقف أردوغان في البداية (متعجلةً)، فتخطى بها الخطوط المسموح بها (للدور التركي) في المنطقة.؟.و هل (تحجيمُه) في المسألة السورية جزاء (حماسه) الزائد حيال (غزة).؟.أم أن (الجانب العربي) خاف تمدد (الدور التركي)، فاستنجد بمن يستطيع (تحجيمه).؟. أسرار مهمة وراء تراجع الدور التركي، الذي يفترض أن يكون محورياً. و اجاباتُ الأسئلة تفكُّ كثيراً من ألغاز منطقتنا الملتهبة. صحيح أن السياسة متقلبة، و بلا مبادئ و لا قِيَم و لا أحاسيس. لكن الأصح أن على الشعوب ألّا تصدق كل ما يقوله القادةُ علناً..فكثيراً ما يكون (متاجرةً) بمشاعر الناس و فضائل القِيَم. Twitter: @mmshibani