(التخطيط) وزارةٌ بعيدةٌ عن الأضواء. الوحيدةُ التي ليس لها مراجعون و لا شكاوى و لا طلبات. كأن ما تقوم به لا يهمّ أحداً، و هو أساسيٌ لكل مواطن. تنبني على خططها كلُّ مقدراته التنموية و المستقبلية، تعليماً و صحةً و..إلخ. عملُها في صمت. و ظلَّ وزيرها السابق في صمتٍ أقربَ للجمود، باستثناء تصريحٍ واحد قال فيه إن المملكة قَضَتْ على الفقر المدقع. ثم تمنّى لو لم يقُلْها. جاءها اليوم وزير جديد، من حقلٍ ديناميكيٍ سابق (مؤسسة النقد) ارتكز على التخطيط و المعلومةِ الدقيقةِ السريعة. تَحديهِ الأكبر : كيف يُدخل (التخطيط) إلى (وزارة التخطيط). ليس هذا مبالغةً. بل الحقيقة أن (الثقةَ) متدنيةٌ في معلومات الوزارة و إحصاءاتها. مِن حسن حظِّ مسؤوليها أنه يَصعبُ تَحدي بياناتها، إما لِسِريتِها أو لاستحالةِ الاستدلالِ عليها بمعلوماتٍ أخرى أوثق. حتى جاء (حافز)، و ما أدراكَ ما حافز. فرح به الشباب. و خَرِستْ منه الوزارة. لأنه أثبتَ أن أعداد العاطلين ثلاثةُ أضعافِ ما كانت تدعيه إحصاءاتُها. فأيَّ ثقةٍ نعطي بعدها معلوماتِها، سواء عن الفقر أو غيره من واقع الوطن و المواطن. صحيح أن (الوزير) وحده لا يكفي. لكن الأصح أنه إن صلُح (الرأسُ) أصلَح (الجسد). و إذا تعفَّنَ الجسد تَلَبّكَتْ المعدةُ و هامَ الرأس. و العمليةُ أيهما (يسبِقُ) الآخر.؟. (الوزيرُ) الرأسُ بالإصلاح. أم (الوزارةُ) الجسدُ بالإيهامِ و التضليل.؟. سِباقٌ بينهما. Twitter:@mmshibani