دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها. الصحفيون (يَتَصيّدون) أخطاء الوزراء. و أولُ المصائدِ و أصعبُها هو (الكلام)، صناعةُ الصحفيين. و الوزراءُ و مسؤولوهم حريصون على (انتقاءِ) الردود. لكن لا يمنع حرصٌ من زلل. و الزللُ في كلامهم أخطر أضعافَ المرات من كلام غيرهم أو من سكوتهم. لأنه - بمواقعِهِم الوظيفية - يُغضِبُ الناس. فيتبارون في دحضِه. ثم ينتقل الحنقُ لمستوياتٍ أعلى لا دخلَ لها في الكلام الخاطئِ المُتَمادي. في ظروفنا، لم يعد مقبولاً إلقاءُ (كلامِ تَنَدّرٍ) للإعلام، لأنهم يترجمونه أنه استهانةٌ بالمواطنين، و لا حصيفاً الدفاع عن أخطاء المرؤوسين فالناس فتحوا أعيُنَهُم على كل شيء، و لا حكيماً ضربُ الأماني و التسويفُ لأن منهم حسّابينَ كَرقيبٍ و عتيد. إما أن تكون كلمةُ القيادي الأول للوزارة حقاً كاملاً صادقاً، أو يترك الإجابات للمتحدث الرسمي بالوزارة الذي يدرس سلفاً كلماته بعناية، و إن أخطأ فلا يُؤاخذُ إلا رؤساؤه المباشرون. زللُ كلامِ الكبار الآن نوعٌ من أنواعِ (التحريضِ) غيرِ المقصود و لا المباشر. واحتِواؤه شبه مستحيل. فيصبح السكوتُ عنه، للمصلحة العليا، واجباً. Twitter: @mmshibani