(ليست لنا مصالح توسعية ولا تدخل في شؤون الآخرين)..بهذه الكلمات عبّر الامير سعود الفيصل عن سياسة المملكة منذ تأسيسها. منهجٌ قويمٌ جَنّبَها طوال عقودٍ كثيراً من مواطن الزلل و المؤامرات. كما استلهمته معها دول مجلس التعاون لاعتبارها الشقيق الأكبر. و الكِبَر هنا ليس تصغيراً للآخرين..بل من حيث المساحة و المقدرات و الواجبات. لكن هذا المبدأ السديد معرضٌ للتهديد، بضغوطِ (العولمة)، التي ظننّاها (تجارةً) و (تقنيةً) فإذا بها أيضاً (حروباً) و (دسائس). و بالتالي فإن ما يمس دولةً من المجلس يمس الجميع، و ما تقترفه إحداها يؤثر أيضاً على الجميع..إن خيراً فخيراً..و إن شراً فشراً. بقي، كيف ينجح ربابِنَةُ المجلس (جمع ربّان) أن (يسددوا و يقاربوا) بين كل المعطيات و الوقائع و الدسائس، ليُجنِّبوا شعوبهم ما توحي نُذُر الشر أنه بات قاب قوسين أو أدنى . فلا يُضطروا للجوء لقوةٍ لا قِبَلَ لهم بها لتحقيق الجزء الثاني من كلمة وزير خارجيتنا :(دولُنا مصممةٌ على حماية أمن شعوبها و استقرارها و مكتسباتها بوجه المخاطر و التحديات). Twitter: @mmshibani