إذا كانت المواجهات الظاهرة هي بين الشعب السوري و نظامه. فإنها من وراء ستار بين الدول العربية الرئيسية، ممثلةً بجامعتها، و إيران. دخل الطرفان العربيُ و الايرانيُ مواجهةً عصيبةً، ستؤثر نتائجها على كلٍ منهما لسنواتٍ قادمة. فسقوط (نظام) بشار يعني تقويضَ مخطط إيران بالمنطقة كلها، و زعزعةَ أدواتها الحاكمة بالعراق، و تعريةَ حزبِها اللبناني، وانتقالَ تأثيرها المستقبلي من (الفعل) إلى (الدفاع) مما يُحجّمُ دورها. أما إن جاء بديلُ النظام (سُنّياً) فسينقاد لمعاداة إيران و كلِ من ارتبط بها. ليس من منطلقٍ مذهبي. بل من حنَقٍ و ضَغينةٍ على من حافظوا على الأسد لآخر رمق. و بقاءُ بشار بعد كل الزخم العربي (المعلن) للضغط عليه، يعني انهزام (النظام العربي) الذي حاول التقاطَ ما تبقى من أنفاسه بعد فَضحِ الثورات لمدى سقمه و هزاله قبلها. و سيجلب واقعياً أوضاعاً انتقاميةً ضد كل من تَزَعم أو انضوى تحت لواء محاصرة النظام الباغي على شعبه. و الانتقام سيكون قاسياً. بدءاً بالابتزاز، مروراً بالتقزيم، و حتى احتمال الخوضِ فيما يُتهمُ به من اغتيالٍ لرفيق الحريري و غيره. ما الحل.؟.لا أحد يعرف. هناك (صفقة) قد تُبرم في أية لحظة. ربما تمخضت عن (إزاحة) بشار و بقاء نظامه، حفظاً لماء وجوه تلك الأطراف. أما الغرب و الشرق و إسرائيل، فمتفرجون سعداء..المنطقة تزداد تشرذماً و تقسيماً و فِتَناً. و يتناسى الجميع : (إن ربك لَبِالمِرصاد). Twitter: @mmshibani