نعم بمثل هذا (التحريف) في تنفيذ الأوامر الصريحة عن مراميها، لا نُخطئُ الطريق بل نجري سُراعى نحو (الهاوية). و إليكم مثل بسيط. نشرت (وزارة التجارة) إعلان نصف صفحة (قيمتُه عشراتُ الآلاف!) بإيقاع عقوبة (التشهير) بسائق بنجلاديشي باع الاسمنت في الباحة بزيادة في سعره. و لم يَنْس مسؤولوها (طمأنةَ) المواطنين في الإعلان بنشر عبارات الأمر السامي بمعاقبة متلاعبي الأسعار لِيَعزوا فِعلتَهم إليه، فنشروا :(مصلحة المواطن فوق كل اعتبار - لن نتهاون بإيقاع الجزاء على المخالف كائناً من كان والتشهير به وفق التوجيه السامي)، انتهى إعلانهم. هذه العيّنةُ من اجتهادات المسؤولين إما أنها (لا تفهم) مرامي الأوامر، أو (تتغافل) عنها فتُحرّفُها لمعالجةٍ هزيلةٍ لوافدٍ لا يعنيه التشهير الذي استُهدِف به التجار المواطنون، أما الوافدون فعقوبتُهُم الترحيل. أو أنها (تُخادع) الناس و أنفُسَها بأنها (طبّقَت) التعليمات. و الحقيقة أنها (قَزّمَتْ) الأوامر، و (أذْكَتْ) الامتعاض، و (تَجرِفُنا) نحو الكوارث. هكذا (يُزيّنُ) المرؤوسون لرؤسائهم، على كل المستويات، أفعالَهُم. و يقدمون (سُقْماً) على أنه جهود حثيثة. و يُدبّجون معلوماتٍ على أنها حقائق و دراسات. فتصبح النتيجةُ أخطاءً تَضُر أكثر مما تنفع، كالتشهير ببنجلاديشي في الباحة. إلى أين نحن سائرون؟. Twitter:@mmshibani