الخبر المنشور في جريدة عكاظ يوم السبت 22- 1- 1433ه يبشرنا أن الجرائم الكبرى كالقتل ستقيد في سجلات التحقيقات في بلادنا ضد الجن، فهم في هذا العصر كما أخبرتنا الصحيفة يأمرون الناس بقتل أنفسهم فيأتمرون وينفذون، فالخبر نصه يقول: «أكدت مصادر قريبة من التحقيقات أن المرأة توفيت نتيجة ضرب وحرق تعرضت لهما، إلا أن العقيد عبد الله السراني مدير شرطة قباء في المدينةالمنورة قال: المرأة ضربت نفسها وحرقت جميع أجزاء جسمها بالنار بعد أصابتها بمسٍ من الجن -، وكما أوضحت التحقيقات أن جميع أفراد الأسرة مصابون بالمس، مشيراً إلى أن المرأة توفيت بعد نقلها للمستشفى نتيجة كيها لكامل جسمها بالنار، وضرب نفسها نتيجة معاناتها من آلام مبرحة، مضيفاً: أن الوفاة سجلت بأنها طبيعية، وليست جنائية، وتم تحويل أوراق القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، وتذكر الصحيفة أن الأسرة المكونة من عدد من الرجال والنساء مصابون بحسب ما أوضحه أحد رقاة محافظة العلا، الذي نصحهم بتغيير السكن، والانتقال إلى المدينةالمنورة، ورغم ما أمتلأ به نص هذا الخبر من تناقضات صارخة من مثل: أن المرأة التي تضرب نفسها وتحرق جسدها وإنما تفعل ذلك لأنها تعاني آلاماً مبرحة، فتداوي الألم بألم اشد منه، والجريمة ليست جنائية ولكنها أحيلت إلى هيئة التحقيق والادعاء، إلا أن الحكم على المرأة أنها مصابة بمس من الجن أسند إلى مدير قسم شرطة، فما هي الوسائل اليقينية التي استخدمها ليعرف ذلك - وماهي بيناته على جريمة الجن هذه، وهل يمكن لأحد أن يثبت هذا بأدلة لا تقبل الشك، وهل يملك الرقاة من العلم اليقيني ما يمكنهم من معرفة مثل هذا؟ ولماذا نبقى حبيسي أسوار الخرافة، نردد الأوهام، وتروجها بعض صحفنا ودون أن تهتز طرف لمحرريها، وإذا كانت الوفاة طبيعية بسبب الجن، فلماذا تحال إلى هيئة التحقيق والإدعاء، لعل من صرح بذلك يظن أن لها القدرة على التحقيق مع الجن، وهل سيحققون مع واحد من الجن معين أم مع جن المدينة كلهم، إنه ليحزننا أن توالي صحفنا نشر مثل هذه الأوهام حتى الآن من سيل الخرافات التي لا نهاية لها - تبعثها عقول خاملة وأقلام مرتعشة، همها ملأ الصفحات، حتى لو أضرت بما تملأ به الصفحات مجتمعاً بأكمله، اللهم ألهم قومي الصواب وردهم إليك رداً جميلاً. ص.ب 35485 جدة 21488 فاكس: 6407043 [email protected]