(تَمخّضَ الجملُ.. فوَلَد فأراً). عبّأَتْنا (الجامعة العربية) على مدى شهرين. أزْبَدتْ وأَرعدتْ بما كان يُؤمّلُ منه وقف نزيف الدم السوري. فَآلَ إلى توقيع (بروتوكولٍ) يُؤطِّر مهام بعثة مراقبيها، وليس اعتماد (المبادرة العربية). وستخوض (الجامعة) مع (نظام دمشق) أسابيع وأشهراً في تطبيقه ومخالفات الأطراف، ثم في بَثِّ قرائنِ طرفيْ النظام والشعب بتجريم الآخر. وكأن الأمر لا يتعدى نقلَ الواقع للعالم سواء لصالح النظام أو مناهضيه. والمجتمع الدولي (حريص) على عدم تحويل الملف لمجلس الأمن، لئلّا يُحرج، وكأنه لا يملك التدخل إلا بإذن (الجامعة).؟. واضح أن كل الأطراف تخدم، بإرادتها أو بدونها، بقاءَ (نظامِ الأسد) وليس بالضرورة شخصه. وأنها من أجل ذلك تراهن على عنصر واحد، هو (الوقت). فكلٌ منها (الأسد - النظام- إيران - الجامعة - الغرب - المجتمع الدولي.. إلخ) يخدمه بوسيلةٍ أو بأخرى بظنّهِم أنه الوحيد القادر على (إسكاتِ) المواجهات.. إنْ بقوة النظام.. أو بتخذيلِ مناوئيه حتى يسلِّموا بالأمر الواقع. الكاسب الأكبر هو (إسرائيل). تُدير من خفاء، مباشرةً وعبر أطرافٍ، خيوط اللعبة. وإنصافاً للعرب وجامعتهم، فإنهم لا يملكون فِعلَ الكثير. لأنهم بين مشغولٍ بأزماته، ومرعوبٍ من جيرانه، وتائهٍ بحثاً عن دورٍ ما. ولله الأمر.. من قبل ومن بعد. Twitter: @mmshibani