ليون بانيتا يزور المنطقة الآن لأول مرة كوزير دفاع. لكنه إستخباراتيٌ مُحنّكٌ يَعرفها كما يعرف كَفّه. ربما أكثر من أوباما وكلينتون وقادة الكونغرس. خَلْفِيتُه كرئيس CIA و إنجازاته الفائقة سواء باغتيال بن لادن أو ملاحقة الارهاب، تَجعلها فوق إخفاقاته في فترة قياسية. الإخفاق الأبرزُ الذي يُلامُ عليه عدمُ تَنبّؤه بثورات العرب في الوقت المناسب. إخفاقٌ سبقَه إليه كل مخابرات العالم، بل و الدول المعنية ذاتها. حقيبة بانيتا، المتطلع يوماً ما للبيت الابيض، مَلْأى بالملفات الساخنة. لا يمكنه ترتيب أولوياتها. فَتَقديمُ أَيِّها يَعني تأخير أخرى ضاغطة و طاحنة. لا مفرَّ من التعامل معها جميعاً في آنٍ واحد بِديناميكيةٍ و تأثير، لا بِخُمولٍ و ردودِ أفعالٍ، كَحالِ سياسيينَ عرب أَفْقَدهم زخمُها و تَواليها تَوازُنَهم فَغاصوا في ( حيْصَ بَيْص ). (لا أدري كيف سيُترجمُها اليوم مترجم السفارة الامريكية). ملفاتُه تبدأ و لا تنتهي :(محاولةُ فك عزلة إسرائيل المتنامية مع تركيا و مصر، سيُحدثُهم بالمنظور الامني، يُحسِنُه و يَفهمونه - استطلاعُ تقييم زملائه بالمجلس العسكري لمستقبل مصر، أيضاً بمنظورٍ أمني لا يَتَخادعون فيه - مراجعةُ واقع دول الخليج، خشيةَ عودةِ أو عدوى اضطرابات البحرين - التأكدُ من استمرار اليمن دون انتصار طرفٍ على آخر لِحينِ (تَأهيلِ) كيفيةِ حكمه مستقبلاً بغض النظر عن الأشخاص - تَخفيفُ الضغط على إيران لِتَنوبَ عن الغرب في إنقاذ نظام الأسد من الانهيار). أما ملفاتُ تونس و ليبيا فَمؤجلةٌ لأنها (أُبْرِمَتْ بِلَيْل).تلاحظون أن كل الملفات أمنية، و معالجاتها أمنية .. و بالتالي فَلْنَعذر السياسيين أَنْ اكتفوا عملياً بالمقاعد الخلفية و ظاهرياً بالصور و التصريحات. email: [email protected]