لا تفسير لدوافع الاعتداء المفاجئ على السفارة السعودية بالقاهرة، إلا في سياقِ أنه تدبير عاجل من السلطات للتغطية على اقتحام المتظاهرين سفارة إسرائيل. فَصَلَت بين الحادثين ساعاتٌ. و لا يجمع بينهما إلا خوف السلطات من تبعات ما حدث بشقة الدور 18، خاصةً بعد ما نُسب لنتنياهو لحظة إجلاء سفيره بأنه "سيجعل مصر تدفع الثمن". لذا يكون افتعالُ حادث السفارة السعودية للتدليل للغرب أن الحادث الأول شغبٌ وفوضى ستتم مواجهته، لا توجُّهٌ شعبيٌ حقيقي قد يؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه. و الحادثان يبرران للمجلس العسكري استعادة العمل ببنود قانون الطوارىء فوراً، بدل أن يُعزى لاعتداء السفارة الإسرائيلية وحدها. من الصعب تصديق أن يتجه حتى الفوضويون من المتظاهرين للنيل من سفارة المملكة. فَبوصلَتَهُم أدقُّ من أن تُحددها. إنها الوحيدة التي تجمع كل الخير قولاً و عملاً لمصر و شعبها و نيلِها و أرضِها و سمائها .. و متظاهريها. إن صحَّ التحليل فيعني أن السلطات المصرية نظرت أولاً لاقتحام سفارة تل أبيب بمنظور ( لم آمر بها و لم تَسؤني ). ثم بعد اتصالات أوباما لإنقاذ السفارة استَدركت الأمر، فعالجتْهُ بعمليةٍ سريعة نحو سفارة الرياض يَصْدقُ فيها عكسُ المثل السابق. أيْ عنوان المقال أعلاه .. فَاقْرؤوه . email: [email protected]