** لا أدري عن السبب الحقيقي الذي يمنع امانة محافظة جدة من تجويد عملها على الأرض، أشعر في بعض الأحيان كما لو ان هناك لغزاً، أو أن لدي أنا شخصياً قصورا في الرؤية، لكنني وأنا أجوب هذه المدينة الساحلية التي لم تكن جميلة إلا بإنسانها، أجد أن في طريقي وفي أكثر من مكان أسئلة تتراقص، وكلها تشير الى امانة جدة كلها ومن فرط حنقها تكاد تصيح بأعلى صوتها "يا أمانة - فينك يا - أمانة؟". ** إن الشارع الذي يتم حفره لا يمكن بحال من الاحوال اعادته الى صورته الاولى، ولان الحفارين أكثر من الهم على القلب في شوارع جدة، فانظر بعد ذلك الى حجم العذاب الذي يمكن ان تلقاه انت وانا، من جراء استهتار شركات (احفر - وأدفن) وسط صمت مثير من الأمانة حتى لكأنها (مبسوطة) من هذا العمل الهزيل بل المخجل الذي أتلف أعصابنا، قبل ان يحول سياراتنا الى "قرنبعات" بفضل سوء اعادة الاسفلت والغريب ان هرم الامانات والمساعدين يتغيرون، والحالة المرضية هذه ثابتة. ** وانظر الى بعض الشوارع التي تم سفلتتها مؤخراً في جدة، لترى (عشوائية) العمل حيث (أسفلت فوق أسفلت) بطرقة كيفما اتفق، وقد راقبت واحدة من هذه الممارسات ذات صباح فوجدت ان العمال البسطاء هم كل (شهود الحفلة) حينها اين الاسلوب الفني المتبع في ابسط حالاته وهو قشر الطبقة الاولى تم وضع الطبقة الجديدة ولذلك فإن بعض الشوارع المسفلتة حديثاً صارت في ارتفاع قريب من الرصيف!! ** وتأمل اذا شئت احوال البيارات التي تتدفق الى الشوارع فيما مراقبو الامانة يمرون عليها (مرور الكرام وكأن الامر لا يعنيهم) بينما لو تم تطبيق الاجراءات النظامية على المخالفين (واظن ذلك ليس مستحيلاً) لتم اغلاق ملف هذا الصراع الكبير، ولتم صناعة ثقافة عامة لدى السكان بان هذا الامر لا يمكن ان يكون (أليس من واجبات الامانة صناعة السلوك الايجابي للناس)؟.. لكن ما تراه عيوننا هو بخلاف ذلك وقد يتكرم المواطن صاحب البيارة بشفط بيارته من نفسه، ربما خجلاً من جيرانه فقط. ** وتعجب معي اذا أردت عن الصورة الكارثية لشوارع في الاحياء الطرفية وكيف بحت اصوات سكانها وهم (يترجّون) الامانة ان (تعطف) عليهم لتمنحهم حقاً من حقوقهم في تسهيل الطريق امام سياراتهم ومع ذلك تمر الاشهر وراء بعضها، دون أن يحصد اولئك الناس سوى السراب حتى يتحول الناس رويداً الى التعايش مع الامر الواقع، بعد إيمانهم بعجز الامانة التام عن اي حراك يحترم حتى ادميتهم. ** في مرات قليلة اخطف رجلي الى الرياض من العاصمة ثم بعد ان امكث هناك اياما قليلة، لا أجد وجهاً للمقارنة حقيقة من ضمور اداء امانة جدة وكلاسيكية أدائها الميداني الباهت في عدة محاور، رغم مرور السنوات وتغّير القيادات ثم لا ألبث ان افيق على حقيقة ادارية بدهية يعرفها أهل هذا الفن، وهي أن الا مكانيات المادية دائما تأتي ثانياً، ويسبقها اولاً الأداء الاداري ومنهجية العمل الميداني.. فالى متى تظل امانة جدة خطوة الى الامام واثنتان الى الخلف؟.