* هل تسمح لي أمانة جدة إن قلت في عبارة مضغوطة لها مدلولاتها وشرحها الطويل إن "شوارعكم.. كسرّت سياراتنا".. وهذا من باب العتاب فقط، وليس من باب رفع دعوى ضد الأمانة التي ربما كان هذا هو أيضاً تفكير الكثيرين غيري من سكان هذه المدينة، التي أظن أنها تزخر بحوالى ثلاثة آلاف شارع، وقد يكون معظمها معطوباً أو به أعطاب، أما نتيجة خلل في اقامة السفلتة أصلاً وهذه نسبتها أقل، بينما النسبة الأعظم هي ما فعلته بنا شركات "أحفر وأدفن" والتي ما زالت تمارس فنون تعذيبنا على طول الخط، من خلال عشوائية اعادتها للسفلتة بطريقة "كيفما اتفق". * أنا كمثال لكثير من المواطنين أخرج من بيتي في شرقي جدة إلى مكان عملي في حي مشرفة على شارع الصحافة، ولا أجد شارعاً الا وهو يئن ويتوجع من آثار شركات "احفر وأدفن" ما عدا الخط السريع أو طريق الحرمين، والذي لحسن الحظ أنه نجا من اصابع هذه الشركات، ولك أن تتأمل فوهة شارع الصحافة عند تقاطعه مع شارع فلسطين، لترى ما يجعلك بدل الغضب والعجب أن تضحك من أعماق قلبك، على نموذج صغير من نماذج الممارسات العشوائية العجيبة لشركات "احفر وادفن" ثم ارجع احفر وادفن، وهكذا إلى درجة الملل. * يا أيها الاخوة في امانة جدة ، لقد سمعنا الكثير من ردودكم على هذا اللون من الاشكاليات التي اصابت سياراتنا في مقتل عبر السنوات الماضية عندما كنتم تقولون وتكررون، انكم تتابعون بل وتغرمون الشركات التي لا تعيد الاسفلت إلى وضعه الطبيعي "طيب وأنا إيش استفدت كمواطن عابر للطريق" هل يمكن لهذه الغرامات أن تتحول فوراً إلى سفلتة جديدة للشارع المعطوب؟!! إن كان ذلك سيتم فأن ذلك هو عين الفائدة لي كمواطن، وإلاّ ماذا استفدت أنا وأمثالي من غرامة الشركات. * الذي أظن انه منطقياً، وربما من خلال تأمله يكون قراراً عاماً ان أي شركة تقوم بحفرية كبيرة في الشارع، فإن عليها أن تعيد سفلتة الشارع بالكامل وليس مكان الحفرية فقط، لأنه من خلال تجارب السنين، ثبت أن اعادة سفلتة مكان الحفرية فقط لم يكن مجدياً، حيث ان الاسفلت الجديد للشركة التي حفرت يكون في وادٍ، وبقية الشارع في وادٍ آخر، حتى إنك تجد السيارات خلال سيرها تتحاشى السفلتة الجديدة، وتلوذ ببقية الاسفلت القديم للشارع - أي شارع. * أنا الآن اسأل بصراحة.. هل عجزت امانة جدة بكل كوادرها وخبراتها عن ايجاد حل ناجح وعملي لهذه المعضلة، التي طال صبرنا عليها، ولم تتبدل احوالها إلى الأحسن طيلة كل السنوات الماضية، خصوصا ان الشركات وبالذات التي تمارس احفر وادفن في شارع لعدة مرات قد قرأت فيما يبدو امانة جدة، وغراماتها التي ربما تكون رمزية أو غير رمزية "لا نعرفها" وصار كل همها أن تنفذ مشروعها، ثم بعد ذلك تعيد الأسفلت على طريقة "كيفما اتفق" وكان الله سميع الدعاء. * ما نرجو حقيقة أن تعيد أمانة جدة ترتيب أوراقها ازاء هذه الاشكالية، وبلورة مشروع تنظيم جديد يضمن لي كمواطن حقي المشروع في المرور بسيارتي بانسيابية وراحة في شوارع المدينة التي اسكنها، دون أن أظل "اتنافض" فوق شوارع مهلهة، كسرّت سياراتنا، واتعبت نفسياتنا.. فهل نجد تجاوباً واستجابة؟!! * أما اخواننا في المجلس البلدي بجدة، فإن الحال أمامهم كما ترى أعينهم، ولنا طموح في أن يمنحوا هذا الموضوع شيئاً من اهتمامهم، خصوصا انهم مثلنا يذهبون ويجيئون فوق الشوارع نفسها، فهل أعجبهم الحال؟! أم ان لهم انتفاضة في هذا الجانب سنراها عما قريب؟! [email protected]