أحسنت امانة جدة عندما قدمت للجداويين بل وللوطن جميعا قبل اسبوعين "مسودة الخطة الاستراتيجية" وهي الخطة الحلم، التي يراد لها ان تحقق على الأرض "جدة - غير" هذه المرة من كل الجوانب، وليس مجرد شعار كنا مع الامانة نتغنى به فقط خلال برامج الصيف التي تقدمها الأمانة.. والواقع ان الحديث عن وحول الخطة يحتاج الى الكثير من الكلام والمساحة التي قد يأتي وقتها عما قريب، خصوصا وأن "روح الخطة" قادمة من تطلعات سمو أمير المنطقة - الأمير خالد الفيصل - الذي كثيرًا ما يردد "نحو العالم الأول" في رغبة صادقة لأن نبدأ فعلا الخطوات التنفيذية الفعلية في اللحاق بركب العالم الأول طموحا وواقعا. ** أود ان اخرج من الموضوع قليلا لأعرج على عدة نقاط اظنها مهمة هي الاخرى، كإرهاصات استبشارية، تزيد من ثقتنا بتطبيق امانة جدة لخطتها الجميلة والحالمة والطموحة.. ولنبدأ أولا من حكاية "مطبات الشوارع" هذه المشكلة "الأزلية" ودعوني اسميها كذلك، استنادا الى حقيقة عجز كل ادارات امانة جدة من الحالية وحتى السابقة عن حل هذه العقبة العجيبة. ** أنا وأنت ونحن نتجول حاليا في شوارع جدة وقد يدور بيننا ونحن في السيارة عن مسودة الخطة الاستراتيجية لأمانة جدة وعن شؤونها وشجونها المختلفة، ولكن حديثنا لن يكون حالما ورائعا، حيث سيقطع سير الحديث بطبيعة الحال سيل المطبات والحفر الوعائية، وتشققات الاسفلت، والنتائج الكارثية التي تركتها وتتركها دائما شركات (احضر وادفن) التي لا يهمها بطبيعة الحال، سوى تنفيذ مشروع (المقاولة) الذي رسا عليها، اما اعادة الاسفلت كما كان، واحترام هيبة الشارع والناس العابرين له بسياراتهم فإن ذلك (في المشمش) كما يقولون. ** دعني اكون معك صريحا وأقل لك انك ستكون محظوظاً جداً، بل ستكون حالماً إن خرجت من دارك أو ادارتك الى مشوار ما - اي مشوار في جدة - بالسيارة ثم لم (تعكنن) عليك هذه المطبات المزعجة في كل شارع رئيسي او فرعي او زقاق ولم يعترض طريقك هنا او هناك سيل من طفح البيارات، أو فتحات المجاري الهرمة أو اندفاع فجائي من شبكة المياه العتيقة بالمدينة. ** وفي الجملة فإننا سعداء جداً بالخطة الاستراتيجية لجدة، لكننا في ذات الوقت نريد أن تزرع الامانى من طريقنا عدداً من الاشكالات المرمنة واولها مطبات الشوارع وملاحقة الشركات المستهترة بإعادة الاسفلت والتي طال العهد بنا وبغيرنا للكتابة عنها، ولكن دون جدوى، وكأن أحداً في امانة جدة قد عجز عن حلّ هذه المشكلة القديمة الجديدة.. نقول هذا من أجل أن نبدأ في استقبال كل مشاريع وبرامج الامانة الطموحة بنفس مفتوحة وثقة عالية جداً، وكان الله في عون الامانة. [email protected]