عامان يا أبي والوجع يزداد أستذكر صوتك كل يوم حتى لا يغطيه غبار السنين وأنساه ويسقط بالتقادم كلما حزنت وتعبت من الدنيا تذكرت دعائك لي وكيف كنت قويا مناضلا في مرضك وكيف تعلمت منك الا استسلم وأهزم لكن الفراق موحش يا أبي أنا مهزومة جدا وخائفة وكأنني في كهف مظلم أسير وحدي فقد انطفىء نوري (أنت) ولم أعد أحمل في مخزن الذاكرة سوى صوتك وبعض دعواتك آه أبي أشعر بعدك أنني مكشوفة الظهر أجلس على كرسي بثلاثة أرجل وأسقط ويسقط الدمع متعبة أنا يا أبي أيمكن للتراب أن يوصل صوتي أمازلت تحبني بعد أن تفتت قلبك والتهمه الدود الأحمق أيعقل أن يسلو البيت أبي وأن تغيب الشمس عن معانقة سرير أبي عينا أبي بحر غزة بكل حزنه وفرحه وخيره وصوت أبي ناي قادم من حقول الليمون والزيتون يخرج من أركان البلدة القديمة في القدس يطير مع الحمام يعزف للسلام آه أبي عامان يا سمير الفؤاد ولا سمير لي بعدك سوى حبيباتك أمي وسحر وبعض قصص نعيد تذكرها ونضحك ونبكي وندعو ونتفرق كل إلى ماتبقى من حياته المتناقصة حتى نراك