ألا ليت الأيام مُلك بيميني لأعطيتك العمر كله يا أمي.. يمر يومي بهدوء بعد غيابك يا غاليتي ودموعي لم تقف, كيف سأرى يومي من دونك يا دنيتي. ومنذ أن كنت طفلةً وحتى شبابي وما زلت طفلتها المدللة التي تخاف عليها وتقلق لقلقها وتسهر لمرضها.. وكنت دائماً تحملينني على كفوف الراحة.. كنت قريبةً جدا إلى نفسي حتى وفي آخر أيامكِ ومرضكِ كانت نظراتكِ ومسكة يدكِ لا تفارقني.. أفهمك وتفهمينني دون أن نحكي. كانت نظراتها من بداية مرضها وحتى أيامها الأخيرة وكأنها تودعني تمسك يدي بإحساسها القوي وتدمع عيناها وكأنها تقول حان وقت الوداع.. ولكن لم أتوقع رحيلها! أمي.. أتذكرك.. أحس بك.. اشعر بك.. أسمعك.. صوتك نظراتك.. رقتك.. وجهك الجميل المشرق لم يغب. كل ما في المنزل وخارجه يذكرني بك فلمستك ووجودك معي بكل مكان مازال موجوداً أتذكره في كل وقت فرائحتك الزكية مازالت تعطر كل زاوية بالمنزل . والدتي لم تغيبي بابتسامتك، بحنانك أراك أمامي في قلبي وفي روحي,, أراك كل يوم كل ساعة كل دقيقه. أمي كم حزنت لفراقك.. اشتقت إلى يدك حين تضعينها على جبيني فأحس بالدفء ..اشتقت إلى صوتك حتى أحس بالاطمئنان والراحة. افتقدتك فما يعوضني بدلا عنك .أمي لن يعوضني عنك سواك.. صوتك الدافئ في قلبي قبل أذني.. ضاقت بي الدنيا بعد رحيلك.. أصبحت مكسورة الجناح. كنت تحسين بدمعتي قبل أن تنزل بإحساسك الكبير تمسحينها لي.. ليت قلبي فداك يا أماه يوم أن حل بك المرض.. أنتي الشمعة التي تسهر لتنير ظلام ليلي عند ألمي. لم أجد بعدك من يرسم الابتسامة على شفتاي. قتلتني نيران الشوق إليك . برحيلك أدركت أن الموت لايفرق بين كبير وصغير. أدركت أن التعاسة ليست بفقد من تحب ولكنها في البعد عن الله. أدركت أن الحياة فانية وفان من فيها. الجميع يفتقدك يا أمي كبيرهم وصغيرهم وجميعهم يقبلون ترابك.. آه يا أمي ليتك لم ترحلي.. أحس بلهيب الشوق يشتعل في جوفي.. أتذكرين حين يلقبني الجميع من صديقاتي بأميرة والدتها, أميرة بدلالك المميز لي . أحبكم كثيراُ أنت ووالدي أطال الله في عمره لن أرى مثلكما أحداً .. فأنتما مفتاح قلبي وأنا مفتاح لقلبيكما.. وانتماً نور هذه الدنيا.. أمي .. أنت نبض قلبي ونور حياتي وشمعة دربي وفرحتي وابتسامتي.. معك أرى كل شيء جميل. أحس بطعم الحياة ولكن بعد رحيلك سأظل أعيش على ذكراك ونصائحك لنا لن أنساها وسأنفذها دائماً وأبدا حتى لا أفقد طعم ما ذقته معك من جمال الحياة. بيدك أحسست بتذوق الطعام, وبحنانك غمرتيني وبابتسامتك عشقت الحياة وبحضنك الدافىء أحسست بالأمان. أنتِ دفء هذا المنزل ونوره لوالدي أطال الله في عمره وأختي التي أحبها من كل قلبي ابتسام وهي بمكانتك بعدك بحنانها وحبها ودفئها ... لا أنسى فصل الشتاء حين نلتف حولك أخواني وزوجاتهم وأخواتي وأبنائهم وبناتهم الأعزاء حفظهم الله ورعاهم وننسى برودة الشتاء بوجودك بيننا لأنك تمديننا بالدفء فحضنك وحنانك اكبر دفء لنا. تعلمنا منك أن الحياة زائلة وأن نبتسم دائماُ وأبدا لمن حولنا ونحسن لمن أساء إلينا. أمي.. حين تجتمع العائلة أنت ووالدي أطال الله في عمره بريقها وأنتم من يجمعنا.. تعلمنا منك ألا نتكلم إلا بما هو مفيد.. وبقلبك الكبير جعلتنا نحب الناس جميعاً.. آه يا أمي رحلتي في أفضل شهر في السنة شهر الخيرات شهر رمضان المبارك أول مره نصومه وأنتي بعيده عنا مكانك على المائدة مازال فارغاً.. من يشاركني فرحتي ويحس بحزني بعدك يا غاليتي.. أراك ملاكاً ليس له مثيل. كم نفتقدك ولم يمر سوى أسبوع واحد فقط على رحيلك.. اشتقنا إليك.. احتاج لوجودك كثيراً.. احتاج لحضنك الدافئ.. احتاج أن أشم أنفاسك الزكية.. اشتقت لصوتك الحنون.. رحلتي والدتي ولن تعودي. أمي رحلتي بجسمك فقط ولكن ستظل روحك الجميلة في قلوبنا وذكراك في نفوسنا. ودعتكِ أمي ولم اصدق ذلك كنت أتمنى أن يكون حلماً يمر وينتهي. الجميع يفتقدك وينثر دموعه حزناً على فراقك. ودعتك وأنت جثة هامدة ولكن أحسست بدفئك ودفء حضنك حتى وأنت ميتة. قبلت جبينك ورجليك وودعتك إلى الأبد ولكن سأدعو الله أن يجمعنا معك بالجنة إن شاء الله .. ألم الفراق لم يرحل عني يا أمي.. كم كنا نتمنى أن نكبر وتمر السنوات يا ليتها وقفت ولم نكبر ولم تخطفك منا لكن سنة الله جارية هي الأيام فيها السعادة والجراح. الآن أدركت سر حزنك وشعورك بأنك ستغادريننا باكراً.. أمي.. والدي أطال الله في عمره وأخواني وزوجاتهم وأخواتي وأحفادك جميعهم مشتاقين إليك. الكل يا أمي يفتقدك. ومنذ أن رحلتي لم يفارقوننا لحظه وكأنك موجودة بيننا. آه يا أمي .. سأشتاق لرؤيتك دائماً وأبدا ولكن ليس لي إلا الدعاء سأظل أدعو الله ليلاً ونهاراً أن يجمعنا معك جميعاً بجنات النعيم ويساعدنا على بركِ. الله يغفر لك ويرحمك وينقلك من ضيق اللحود إلى جنات الخلود يا رب يا رحمن ويا رحيم.. ابنتك المشتاقة دائماً وأبدًا