أتنفس جازان ملء رئتي كل صباح وأنا أقف أمام رديمة الفل في فناء منزلنا زرعتها أمي منذ أعوام حتى كبرت مثلنا ومدت كفوفها للسماء تحمل البياض ويسافر العطر للنجوم جازان أي عشق هذا الذي يسكنني أغيب عن المكان يناديني صوت أمي من بعيد كصوت الناي يداعب سنابل القمح في مزارعنا (فقدناك وفقدنا جلسة أمطل وسمرة داني) وأعود ياجازان أقبل الغيم من نافذة الطائرة وتهبط بي بين ذراعيك أي حضن يشبه حضنك وأي دفء كقلبك الماطر حباً وحناناً وأركض نحو أمي تفتح كفيها الخريفيين وقد سكن الحناء راحتيها وارتاح فيهما ما أجمل كفيك سماء تشرق منهما شمس ويلجأ إليهما قمر أمي يا صورة جازان بجديلتين تراقصان الموج تدغدغان الأرض يختبئ البعيثران في عتمتهما أي حب هذا يفتك بي جازان يا قبلة الحب والهوى كلما تاقت روحي لعناق أمسكت صورة أمي وشممتها وضممتها فاستنشقتك ملء رئتي شوقاً