يوم 1 الميزان ، يوم خير وبركة على أفراد الشعب السعودي ، فهو يوم ليس كباقي أيام العام حيث يذكر التاريخ مع إشراقه شمسه الذكرى الثمانين لتتويج ملحمة الكفاح والجهاد التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، فلولا عزيمته وإصراره على استعادة ملك آبائه وأجداده لما وحد كيان هذه المملكة ، وبعد أن تم له ما أراد بتوفيق الله أصدر جلالته مرسوماً ملكياً يحمل الرقم 2716 في 17/6/1351ه يقضي بتغيير إسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية إعتباراً من يوم الخميس الأول من الميزان لعام 1309ه/ش الموافق 21/ 6/ 1351ه المصادف 23 من شهر سبتمبر 1932م ، وأُعْتُبِرْ هذا اليوم التاريخي موعداً للاحتفال باليوم الوطني لمملكتنا الحبيبة في كل عام تسجيلاً لذكرى تأسيس هذا الكيان الذي جمع شمل الأمة ووحد أركانها تحت مظلة راية التوحيد التي لم تكن وليدة الحظ ، ولم تأتِ بيسر وسهولة ، وإنما كانت نتيجة لملحمة بطولات وجهاد لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيل أمتدت على مدى ثلاثين عام ونيف قاد مسيرتها ذلك الشاب اليافع الذي لم تهدأ سريرته حتى حقق الله له مناه ، وقد أختار مؤسس هذا الكيان المترامي الأطراف رحمة الله تعالى برج الميزان دون سائر البروج ليكون أول أيامه يوم الوطن لنظرته الثاقبة التي تدل على حنكته وذكائه ، فالشمس تكون في هذا اليوم متعامدة على خط الاستواء ، وبالتالي يتساوى الليل والنهار ، كما أن الميزان يرمز على العدالة التي هي دستور المملكة فكان الاختيار مناسباً في التوقيت والمعنى ، ما أجملك يا وطني وأنت تزهو بأثواب الشموخ ، رافعاً بيارق العز والفخر والاعتزاز بمجد عريق كان ومازال قصة نضال ، سطورها محفوظة في ضمائرنا وأحداقنا ، وحروف إسمك دم في شرايين حياتنا ، عذب أنت يا وطن عذوبة يوم توحيدك ، ورائع روعة أفراح الربيع ، فثراك لم يكن وهم أو خيال , أنت رمز لكل السجايا الحميدة ، أنت عِزْ لكل من يحيا فوق ثراك ، أنت نور شع في الكون ضياه . من أقوال المؤسس تغمده الله بواسع رحمته : إني أعتمد في جميع أعمالي على الله وحده لا شريك له ، أعتمد عليه في السر والعلانية ، والظاهر والباطن ، وأن الله مسهل طريقنا لاعتمادنا عليه ، وإني أجاهد لإعلاء كلمة التوحيد والحرص عليها . شعر : يا وطناً يا عسى يومك يعودكل عام وإنت في أمن وسلام أول الميزان بالفخر معدود حيث الذكرى لتوحيد الإمام يوم وحد مملكتنا والحدود وانطفت نار الفتن والإنقسام صقرنا عبد العزيز بن سعود يشهد التاريخ له في كل عام ميز بلاده بتطبيق الحدود ومنهج راسخ ومبدأ والتنام بالبطولة والتحدي والصمود والنزاهة والوفا والالتزام يا عسى روحه بجنات الخلود مع نبي الله والصحب الكرام ومن أصدق من الله قيلاً {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}. nabeeh_e@hotmail.