رسم أبناء القنفذة لوحة من لوحات الوفاء والاعتزاز بهذا الوطن الشامخ من خلال حفل كبير جسد إنجازات البطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- في توحيد الوطن الغالي الكبير بمساحته الشاسعة وحب أهله له ولترابه ولقيادته. حب الوطن جزء من تكوين قلوبنا، جسدناه على الأرض من خلال نداء لبيك يا وطن الخلود، لبيك يا ضمير آلامه، لبيك يا روعة الدنيا في جميع اتجاهاته الأربع، لبيك يا صوت الحق ومنبع النور ومهبط الوحي ومسرى رسالة الحق. وإذا كنا نحب أرضنا فنحن نحب قيادتنا ونبادلها الطاعة والولاء بعد طاعة الله عز وجل، وهذا هو عهدنا بقيادتنا منذ أن وحد هذا الكيان الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وما نلمسه من تآزر وتلاحم بين القيادة والشعب هو تجسيد حقيقي للحمة الوطنية الطاهرة وعمق التلاحم الأصيل الذي لم تصنعه الشعارات والمصالح الشخصية، وإنما ولدته الفطرة والحب النظيف الخالي من النزاعات العرقية، كي يبقى وطنا صامدا في وجه كل شر يراد له أو مكر يدبر ضده. تطل علينا في كل عام ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية لتعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي الهام ويظل اليوم الأول من الميزان من عام 1351 للهجرة يوما محفورا في ذاكرة التاريخ، منقوشا في فكر ووجدان المواطن السعودي كيف لا وهو اليوم الذي وفق الله فيه جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه وجمع شتات هذا الكيان العظيم وأحال الفرقة والتناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل. وفي هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة (ذكرى اليوم الوطني) وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال قصة أمانة قيادة، ووفاء شعب، ونستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذا الكيان الملك عبد العزيز -رحمه الله- ورجاله المخلصون، وبما يتمتع به من حكمة وحنكة جعلته يغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار، متمسكا بعقيدته، ثابتا على دينه وقيمه حتى استطاع بتوفيق من الله ورجاله المخلصين أن يسجل أمجاد وطني بمداد من ذهب، بعد أن كلل الله مساعيه بالنجاح، فامتد ملكه عزيز الجانب وطيد الأركان من الخليج إلى البحر الأحمر، وجعل من هذه القبائل المتناثرة المتناحرة وحدة متماسكة، كيان واحد شعاره لا إله إلا الله محمد رسول الله، وكان فتح الرياض بداية مسيرة الملك عبد العزيز -رحمه الله - حقق من خلالها توحيد هذه المملكة إلى أن انتقل إلى جوار ربه، بعد أن وضع هذا الوطن بتوفيق من الله على مشارف المستقبل وصار من بعده أبناؤه البررة، حملوا راية العز والشرف، وحملوا مسؤولية وطن وأمه حتى احتلت المملكة مركزا مرموقا بين الدول العصرية الحديثة وأصبحت وجهة للعالم، لدورها الفعال في تحقيق السلام والتضامن. محمد بن أحمد الناشري عضو اللجنة الثقافية في محافظة القنفذة