تتسارع عقارب الساعة في السير قدماً عندما ينتصف شهر شعبان لتنقل البشرى لنا بقدوم الحبيب (شهر رمضان). هذا التسارع يقابله خفقان في قلوب أمة المليار فرحاً بهذا المقدم الميمون مع الدعاء الصادق بأن يمن الله عليهم بإدراك هذا الموسم العظيم. أيام قلائل وساعات معدودة ويحل الضيف وأي ضيف! ضيف طال انتظاره! فريد أنت يارمضان في كل شيء... فريد في حبنا لك، وفريد في ما تحمله لياليك من فضائل وأيامك من نفائس وفريد في حصول النفحات الربانية في ساعاتك ودقائقك، بل ولحظاتك. ليلة فيك بألف ليلة. وقيام لياليك بمغفرة الذنوب. وصيام أيامك بمغفرة الذنوب أيضاً. قال صلى الله عليه وسلم :من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم :من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ماتقدم من ذنبه)متفق عليه.ولا تنسا أخي الكريم أن للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولا تنشغل قبيل الإفطار بغير الدعاء فقد جاء في الأثر أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد، وإن تيسرت لك العمرة فيه فأعلم أنها كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم.و جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم :رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه من أدرك رمضان ولم يغفر له. ومن فرائدك يارمضان ذلك الشعور الغريب الذي يطغى على قلوب أطفال المسلمين في انتظارك واستقبالك، حتى أن بعضهم يسأل والده ويكرر عليه أغداً رمضان؟ أغداً رمضان؟ حق للشهور أن تغار منك يارمضان، وحق للمسلمين أن يعرفوا قدرك! اللهم سلمنا إلى رمضان وسلمه لنا وتسلمه منا صالحاً مقبولاً، اللهم احفظ بلادنا وولاة أمرنا وعلمائنا ورجال أمننا والمسلمين من كل شر، اللهم من أرادنا بشر فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميراً له يا قوي ياعزيز، وكل عام وأنتم بخير.