أنبش هذا الصدر المثقل بالحنين .. أتهجى سطور الأشواق .. وأبني ملايين الأحلام .. أنثرها على دربي حتى يعشب ويصبح عامراً بالتلفت الجميل .. اصب صبري على حمأة الأشواق حين تشتعل في الجوانح .. أهدهد ظنوني حتى لا تتفاقم .. واربت على كتف الشكوك أطلبها أن تتجمل!! أصبح الجنايني الوحيد الذي يشهد ظمأ زهوره ولا يفعل شيئا.. فتذبل الورود .. وتصاب بصداع الجفاف حتى يشنقها العطش.. هذه المسافات بيننا لا تقصر حتى تطول .. لا تهون حتى تصعب .. لا تقترب حتى تبتعد .. كأنها السراب الذي يلمع .. كأنها النار التي تأكل بعضها!! يبعثرني الليل في ظلامه .. لا أكاد أرى نفسي .. أتحسس مواجعي وأبكي.. يهدمني هذا الصمت المريع حولي .. وفي داخلي.. وحين تطلع النجمة .. يعود إليَّ فرحي .. أعرف أنها دائما تحرس القمر .. وأعرف أن لا قمر الا أنتِ!! أحتار .. أنصب شَرَكاً عتيداً .. أحاول أن اصطاد شاردة الوحدة وهي تقتلني من الوريد الى الوريد .. كأن هذا الليل لا يتصالح مع الشجن .. وكأن هذا القمر لا يزف نفسه الى النجمة!! من سأمي .. ومللي .. تفاقم حزني .. أجدل أحلى قصائدي ثم اعطيها للوله ليغنيها للحب الذي لا يعرف المستحيل!! غشقة بكل لغات العالم .. لابد أن نعترف بأنه لا أحلى من الأشواق .. إلا الأشواق!! هتاف مرات كثيرة يضربنا الحنين فلا نملك الا مركب الانتظارات والذكريات معنى بعض الاشياء كلما مضى عليها الوقت .. كلما أصبحت أغلى.. مثل الحب تماماً!! وقفة إذا ساوينا بين المسافات فكانت المحصلة القلق على الذي سيأتي فإننا نحتاج الى الصبر نداوي به الجراحات .. ونملأ به سلال الوقت تفاؤلاً .. وأملاً.. أشجار الأحلام ما نهضت من نومي إلا وحرصت على احلامي .. ربتُّ على اكتافها .. ومشطت لها شعرها.. واغدقت عليها من العطر .. والفل .. والنرجس.. ظلت أحلامي دائما في منامي ويقظتي هي بوصلتي التي تدلني على القادم من الايام حين تتفتح الورود .. وتنتشي الزهور .. وتبقى غشقة النماء هي الأهم. كنت أبداً أفتح حواراتي مع الأحلام.. أبثها توقي. وازرع على جبهتها التماعة الاشواق .. وهتافات العصافير وهي تزهر بالفضاء الرحب.. ما همى المطر على صدر العشب الا ونبتت حبات المطر .. وصفقت ألوان قوس قزح .. ثم شمخت أشجار الاحلام بفيئها .. وثمرها.. وجمالها.. أحلى الكلام يحيى توفيق متى يا خل يشجينا اللقاء ويرقص في مآقينا الهناء متى فالعمر أيام توالت فهل يا خل يرضينا رجاء دعانا للهوى طيف جميل فلم ندرك وأغرانا النداء ولبينا نداء الحب حيناً إلى المكتوب يدفعنا قضاء فأدمانا وسهَّد مقلتينا وبات القلب يبكيه الخواء أنا يا ليل جافاني حبيب له أحيا ولو عزَّ اللقاء فهل يا قلب يجمعني زماني بمن أهوى ويسعدنا الهناء سأسعى خلف من أهوى ويسعى ورائي من سجيته الوفاء حبيبي لا تجافي بعد وصل فصفو الحب يذهبه الجفاء ورُبَّ مولَّهٍ أولاك حبّاً ولم يعرف بأن هواك داء