تذكرت رسائلكِ الخضراء مثل عشبكِ .. البيضاء مثل قلبكِ .. الحمراء مثل أشواقكِ .. تذكرت كلماتك وهي تشهق .. وفواصلكِ وهي تهم بأن تجمع .. ونقاطكِ وهي تهتف.. كأن كل شيء في رسائلكِ يعبر عنك.. ويحملك الى تصوري .. وحلمي.. كنت اشم اعطر فأتذكر شذاك.. وأرى البدر فاحضن وجهك .. وأشاهد شجر اللبلاب فلا أنسى ساعدكِ الذي ادفن فيه وجهي لأغسله من التعب .. ومرار الانتظار !! تذكرت أنكِ كنتِ تخبئين لي النجوى بين سطورك .. وتدنسين لي الحلوى بين كلماتكِ.. وترسمين لي ضحكتك على كل فواصلكِ.. كنت أبداً أعتبر رسائلك هي اغلى الذي أملك .. وأحلى الذي أملك .. وأروع الذي أملك.. وحين اتذكرها اليوم أحسب أنها كانت الدنيا .. الدنيا كلها..!! كلام موزون أعظم الآلام .. تلك التي لا يجد الانسان من يواسيه فيها فيشعر بيتم اللحظة .. وفداحة الوحدة ! كلام حلو كلما ناجيت الياسمين .. امتلأت كفوفي بالحنين .. وصدري بالأقمار .. وهواي بالأحلام .. هتاف الليل يمنحنا دفء الشعور لنكون الأقدر على التأمل وقراءة غشقة العطر.. في الصميم كلما تقدم بنا العمر .. ازداد توحد قلبينا فالعمر يعطينا المزيد .. ولا يأخذ منا شيئاً !! سيدة زماني أسافر اليكِ من مدينة الى أخرى .. واحترف التعب .. وأملأ كفي بالأشواق ..والحنين.. أطلبك من الشمس .. وانتظرك في مدار القمر .. واهتف اليك مع نقر العصافير .. وشدو البلابل. أراكِ ..في كل الاشياء الجميلة .. فأنتِ القلب الذي يخفق بالحب .. وأنتِ العين الحافلة بالجمال.. وأنتِ الصدر المسكون بالحنان.. أنتِ كل هذه الدنيا وهي تفتح عيونها صباحاً على نوركِ .. وتغمضها مساء وهي تحلم بكِ!! يا كل الحاضر .. والماضي .. ستظلين الغد الذي يسمق كلما خطرتِ بباله!! أنتِ .. لا سواكِ - يا سيدة زماني - من يمنحني الفيء .. والسعد .. والعمر الجميل.. أحلى .. الكلام قال الشاعر: سهدنا .. وفكرنا .. وشاخت دموعنا وشابت ليالينا ما كنت تحضر تعاودني ذكراك كل عشية ويورق فكري حين فيك أفكر وتأبى جراحي أن تضم شفاهها كأن جراح الحب لاتتخثر يغيرني جرحي الذي طال عمره ومن ذا الذي بالجرح لا يتغير