** لستُ أدري.. لم استحوذ على فكري هذه السؤال طيلة أياماً طوالاً من عمري.. وهو يمسي ويصبح معي لا يُفارقني إطلاقاً.. ولكم حاولت أن اصرف النظر عن هذا السؤال. ** لا لأنه سؤال محيرا في حد ذاته! ولكنه في نظري سؤال محرج.. ومؤلم.. ذلك لأن الإنسان "البصير" تظهر عليه علامات الحيرة.. وتعترض سيره المعاني الكبيرة وتئد من انفعالاته عوامل شتى.. واطلالات متشحة بالسواد عبر أديم هذه المعمورة. ** ** لقد سألت "صديقا" ذات يوم وأنا في زيارته وهو يسكن في عمارة ذات عشرة أدوار.. من جارك؟ ** وهذا (الصديق) يسكن في شقته منذ خمسة أعوام.. يا ترى بماذا أجابني؟ قال لي وبهدوء عجيب وابتسامة باهتة ** صدقني لا أعرف احداً.. و.. ولأن (الوقت) هذا أصبح وأمسى من الخير للإنسان.. ان لا يتعرف بأحد.. وعلى طريقة المثل القائل: يا جاري خلك في حالك وأتركني في حالي!! ** وماذا استفيد من معرفة انسان فقير معدم.. يشتري بالكيلو و.. نصف الكيلو.. ان لم يكن ربعه.. ** قلت له لماذا يا إنسان؟ ** أين الاخوة الإسلامية.. ونحن عربا أولاً ومسلمون ثانياً وجيران ثالثا!! ** قال بامتعاض ووجه متجهم.. أولاً بلاش كلام فاضي. ولأن التعرف مع الجيران في هذا الوقت يسبب للإنسان وأنا أحدهم اشكالات وآلاماً.. وتباريح نفسية فدعني بربك ولا تنكأ جراحاتي..!! ** وقتها خرجت من عنده آسفاً.. وأنا افكر في أخلاقيات ومثل الإسلام ومبادئه..ورديفهم (النخوة) العربية الأصيلة التي ذكرها التاريخ المجيد ودونها وافتخر بها سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأزكى التحية والاحترام القائل (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). ** وكيف تحرص أيها العربي ويا أيها المسلم: على الجار وتدعو لمعاونة الجار سراً وجهراً.. بل وتفرض على هذا الجار مع جاره حقوقاً وواجبات ألم يسأل هذا النبي الكريم نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) عن جاره اليهودي.. ** لكنها (المدنية) الملتهبة بالأراجيف والتطلعات السخيفة وتلك المادة (اللعينة) التي وقفت بينها وبين القيم وبينهما صراعات نفسية واحن ومنغصات وعنصريات طبقية التي قد يسألك احد من هؤلاء.. انت من تكون؟ ** أجل أنت من تكون؟ وماذا تملك.. أم أنك لا تنتسب (لقبيلة) معينة ولو كانت هذه (القبيلة) جاهلية رعناء ** وحبيبنا قالها واضحة وجلية (ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية)..!! ** يا لطيف.. يا رحمن يا رحيم.. يا لطيف.. يا خبير ** ويا أيها الناس.. تعالوا نقوم هذه (المادة) اللعينة فنجعلها في صالح القيم المثلى التي جاء بها الإسلام.. ** وتعالوا من فضلكم.. نتعرف على الحقوق والواجبات ولا تجعلوا (المادة) تطغى على كل شيء، ذلك فإن طغيان (المادة) وسلوكها.. إنما هو انحدار وتفتيت للمعاني الخيرة والمثل الصادقة التي جاء بها نبي الإسلام (محمد صلى الله عليه وسلم) ** فهل انتم مستعمون ومتبعون بإخلاص وصدق.. وحسن تصرف أرجو ذلك. ** يا أمان الخائفين.. وحسبنا الله ونعم الوكيل. جدة: ص.ب: 16225