- 2 - ** كان يوم أمس يومًا مهيبًا وبهيًا بهذه الإنجازات العلمية الكبرى.. مهيبًا بكل المقاييس وبهيًّا بكل ذلك الشروق في جبين الزمان. إنه عمل خارق لكل المستحيلات فإن تحول هذا المكان "البلقع" إلى حياة وحياة لها طابعها ولها صداها في عالم الأحياء، فهذه الكوكبة من قادة العالم وهذه النخبة من مفكري وأصحاب الرأي فيها كل ذلك دليل واضح وقوي على ضخامة الحدث. إنهم يأتون وهم على قناعة تامة بمدى أهمية هذا العمل الجبار الذي صنعه ووضع أسس تكوينه صاحب الرؤية المستقبلية صاحب القلب الكبير الذي يحتوي وطناً ويضم في جوانحه أبناء هذا الوطن بل شباب كل الأوطان لهذا أعطاهم هذا الاهتمام، وهذه الرعاية فالعلم هو طريق الفلاح والنجاح. لم تكن نظرته وهو يضع هذه الفكرة نصب عينيه شباب بلاده فقط بل تخطاها إلى نظرة أشمل وأعم وأعمق لتشمل كل شباب هذه البسيطة الذي يرى حفظه الله بأنهم لابد أن يجدوا مكاناً ينهلون منه علمًا ومعرفة. ** لقد صنع عبدالله بن عبدالعزيز يوم أمس مستقبلا باهرًا في هذا العصر لشباب هذا العصر ولكل عناصره وتكويناته الذكورية والأنثوية. إن هذا العمل لو كان على غير هذه الأرض ومن غير هذا الرجل العظيم لمُلئت الدنيا صخبًا وضجيجًا وألهبت الحناجر هتافاً ولأدميت الأكف تصفيقاً، لكن كل ذلك لم يكن لأن سمة التواضع لديه هي الغالبة. إنه الاحتساب لله هو الذي يميزه. ** لقد كنت أحسب وانا أراه وهو في وسط هذه الكوكبة من زعماء العالم ومفكريه وعلمائه وأصحاب الرأي فيه وفي يوم فرحه الكبير أن يمسك "بالميكرفون" ويقول كما يقول الآخرون في أقل الأعمال أهمية كلاماً يفوق حجم ما فعلوه لكنه كان ذلك الرجل الذي عرفناه تواضعًا وحميمية بعيدًا عن رفع الرأس زهواً بل كان شامخاً شموخ الفعل الذي أبرزه. إنها أخلاق المؤمن التي صيرته على هذا النحو من التواضع وإنكار الذات.. إنه عصر عبدالله. على محمد الحسون