كان ذلك المبنى "الحجري" المشيد بعناية فائقة على دور في اسفله دور آخر وحوله "فناء" كبير يشغل جانبه الغربي ذلك "المسرح" الذي يتحرك عليه "الموهوبون" من الطلبة في منطقة العنبرية.. كان ذلك الرجل الفاعل خلف كل تلك الفعاليات التي كان يشتعل بها ذلك المبنى، كان رجلا فذًّا في تعامله مع الطلبة قبل تعامله مع المدرسين، كان يشعر ان الكل ابناؤه، الحيوية ديدنه كان يعمل بيده داخل – المدرسة – التي كان يعتبرها "منزله" في كل ما يتعلق بها من تمددات كهربائية او غيرها. في ذلك "المسرح" الذي يقدم عليه تلك الروايات التاريخية وتلك القضايا "الفكاهية" كأحسن ما يكون الاداء وكأحسن ما تكون الصياغة والاخراج. كان اولئك المدرسون المصريون قمة في العطاء حتى انك وانت تشاهد ما يقدم على خشبة المسرح انك في مسرح الريحاني بكل ما فيه من ضحك ضاج او انك ترى مسرح رمسيس وصوت يوسف وهبي يجلجل في جنباته، لقد كان مسرح طيبة ومسرح المعهد العلمي في "السحيمي" يمثلان: مسرح الريحاني ومسرح رمسيس بذلك التوهج، اما في الشأن الرياضي فقد ابرز فريقاً لكرة القدم على مستوى فريد عندما كان هناك دوري للمدارس، فهذا محمد خضر وعمر شريف وشهاب خاشقجي وعبدالوهاب قطان وفؤاد ابوعزة وغيرهم من المواهب الرياضية. لقد كان المربي الفاضل الاستاذ احمد بشناق الذي أكاد اطلق عليه "أبو التعليم الثانوي في المدينةالمنورة" خلف كل ذلك الجهاد منذ السبعينات الهجرية بكل ما كان يصرفه من جهد تلازمه رؤية صافية لكل "الطلبة" لا يعرف "الميل يميناً أو شمالاً" رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، لقد كان خلف كل ذلك النشاط المتنوع.