رحم الله الإمام الشافعي، فقد قال: إذا رُمت أن تحيا بعيداً عن الأذى وحظك موفور وعرضك صَيِّنُ لسانك لا تذكر به عورة امرئٍ فكلك عورات وللناس أَلْسُنُ وعينك إن أبدت إليك مساوئاً فصنها وقلْ يا عينُ للناس أَعْيُنُ فعاشر بمعروف وسامحْ من اعتدى وفارق ولكن بالتي هي أحسنُ احترام الآخرين هو المفتاح للدخول إلى قلوبهم.. ولعمري ان بعض الناس كالطبيب وهو يصف الدواء، ويرشد الناس.. وهو مريض لا يستطيع ان يداوي علته.. فكل نفس تجازَى بما فعلت.. وكما قيل: (الناس في الدنيا معذبون على قدر همِّهم بها). أقول قولي هذا لأنني عايشت ألواناً وأصنافاً من الرجال، منهم من تحدثهم فيكذبونك، ويحدثونك ويفرضون عليك ان تصدقهم مع قناعتك ان كل ما يخرج من أفواههم محض افتراء.. يعدون الآخرين بإنجاز أعمالهم فلا يتقدمون قيد أنملة لأنهم لا يثقون في الآخرين.. كل شموع الدنيا لا تضيء دياجير قلوبهم الحاقدة. وما أكثر المخدوعين الذي ينساقون وراء البريق الزائف والسراب الخادع.. ولكن بحمد الله فالكثرة الغالبة تدرك كنه هذا البريق ولمعانه الزائف.. لأنهم ببصيرة ثاقبة نظروا الى هؤلاء ورأوا كيف يدارون أنفسهم، وكيف يديرون أعمالهم، وجدوهم غثاء فاضحًا لا يملكون أية مقومات لحياتهم وشخصياتهم فلم يصلحوا نفوسهم ولم يكسبوها خيراً. ولعمري انهم لو تفكروا في هذه الدنيا الفانية وأعملوا فكرهم لأدركوا ان الذكر الصالح خير وأبقى، ولرجعوا طائعين الى المحَجَّة البيضاء ليلها كنهارها.. اللهم هدايتك. ص.ب 52986 جدة 21573