تحدثت في العدد الماضي على تأثير الاعلام عن أطفالنا وقدرته على توجيه أجيال بأكملها.. وأود أن أتطرق هذا الاسبوع إلى ظاهرة أطفال الشوارع وعمالة الاطفال والنمو غير المتكافئ في الأسرة الواحدة اضافة للوعي الاجتماعي وزيادة معدلات سوء معاملة الاطفال من قبل الآباء والأمهات احياناً ولاسيما بين الفقراء. ولله الحمد فإن هذه الظاهرة ليست منتشرة بصورة كبيرة بين ابناء مجتمعنا ولكنها منتشرة بين الوافدين الذين جاءوا ليطلقوا أطفالهم عرضة للشقاء والحرمان من حقوقهم الاساسية في التعليم ومنهم من تسرب من التعليم اضافة صعوبة إلحاقهم بالمدارس أحياناً مع ضعف إمكانيات هذه الأسر في إلحاق أبنائهم بمدارس خاصة .. وتعاني هذه الفئة من اشكال مختلفة من الحرمان ومن الاحتياجات الضرورية الاخرى غير التعليم مثل الصحة والغذاء والمأوى والحماية الجسدية والترويح .. وفي القرى والهجر تزداد نسبة الجهل والأمية بين الفتيات فتتحمل الطفلة مسؤولية رعاية اشقائها الرضع والقيام بالاعمال المنزلية وبالطبع لاتذهب الى المدرسة وتحرمن من التعليم والاستمتاع باللعب في فترة الطفولة. وكم يتمزق قلبي وأنا ارى الأطفال الافارقة الذين يعملون في الورش في سن العاشرة ويعاملون معاملة غير مناسبة ويتعرضون طوال النهار للضرب والاهانة يعيشون في ظروف صعبة وتشفق عليهم وهم يذهبون لتناول طعامهم الذي عادة ما يكون من فضلات الآخرين .. هؤلاء في داخل مجتمعنا ولا ننكر أنهم يكبرون في مجتمعنا ويتحولون إلى قنابل موقوتة تشعر بالحقد والغيرة من أقرانهم من هنا أقترح بأهمية ربط التعليم الحر أوغير الرسمي لاطفال الشوارع وتحويلهم في المساء الى طلاب علم ومعرفة كصدقة جارية من رجال الاعمال والمثقفين من خلال تشكيل لجان علمية لدراسة هذا الموضوع ومن خلال مؤسسات المجتمع المدني فالعمل على رفع مستوى القدرات الفكرية والمهنية لهؤلاء الاطفال سيجنبنا شرورهم في المستقبل وسيحد من ظاهرة استمراراهم في الاعمال الدنيا المهنية لمشاعرهم وأحاسيسهم وسيرتفع المستوى الفكري لديهم ليعودوا لمقاعد الدراسة ونقضي رويداً رويداً على ظاهرة أطفال الشوارع المنتشرة بين الوافدين. [email protected]