أعلنت قيادة الحرس الجمهوري في مصر أنه تقرر إخلاء محيط قصر الاتحادية الرئاسي عصر أمس وحظر التظاهرات في هذا المحيط. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية في بيان: "نظرا للأحداث المؤسفة التي شهدها محيط القصر الجمهوري على مدار اليومين الماضيين، فقد قررت قيادة الحرس الجمهوري المسؤولة عن حماية المنشآت التابعة لرئاسة الجمهورية ضرورة إخلاء محيط قصر الاتحادية وحظر تواجد أي مظاهرات في محيطها". وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن الرئيس محمد مرسي اجتمع مع وزير الدفاع ووزراء آخرين أمس لبحث سبل تحقيق الاستقرار في البلاد بعد اشتباكات بين انصاره ومعارضيه خارج القصر الرئاسي. وقال البيان إن مرسي اجتمع مع رئيس الوزراء هشام قنديل ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزراء آخرين بينهم وزيرا العدل والداخلية. ودعا رئيس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل إلى الهدوء للسماح بفرصة لنجاح جهود لبدء حوار وطني لإنهاء الأزمة بشأن الإعلان الدستوري، الذي وسع سلطات الرئيس ومسودة الدستور التي تنتقدها المعارضة. (الازهر يدعو الى حوار سلمي حضاري) من جانبه، ناشد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب جميع المصريين المعارضين والموالين للرئيس محمد مرسى إلى التحلي بضبط النفس، ونبذ العنف واللجوء إلى الحوار السلمي الحضاري الذي يليق بمصر والمصريين. ووجه شيخ الأزهر من خلال بيان أصدرته مشيخة الأزهر، نداء إلى الجميع بالتزام السلمية في التعبير عن الرأي بحرية، دون ارتكاب أية أعمال غير قانونية لا تليق بمكانة مصر والمصريين. جانب من الاشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه (دعوة إلى تجميد الإعلان الدستوري) وقال المجمع في بيان أمس أنه يستنكر ما حدث من اقتتال بين أبناء الوطن الواحد أدى إلى سقوط العديد من الضحايا والمصابين. كما دعا البيان إلى تجميد الإعلان الدستوري الأخير ووقف العمل به، والدخول في حوار وطني يدعو إليه رئيس الجمهورية فوراً وتشارك فيه كل القوى الوطنية دون استثناء ودون شروط مسبقة، بالإضافة إلى وقف جميع المظاهرات والاعتصامات والإضرابات في جميع أنحاء مصر دون استثناء حقناً لدماء أبناء الوطن الواحد .. وتهيئة للمناخ اللازم لإنجاح الحوار والوصول بمصر إلى بر الأمان. (ليلة اشتباكات دامية) وعاشت مصر ليلة متوترة ومشحونة بالأحداث، تمحورت حول الاشتباكات الدامية بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومعارضيه في محيط قصر الاتحادية بضاحية مصر الجديدة " شرق القاهرة "، والتي خلفت حسب التقديرات الرسمية 3 قتلى و271 مصاباً. وربما كانت هذه هي المرة الأولي التي يتابع فيها المصريون مشاهد الاشتباكات والفوضى والعنف وتطاير زجاجات المولوتوف ، وإطلاق النار، وإراقة الدماء في محيط أحد قصور الرئاسة، التي ظلت دوما قلاعا حصينة لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها، وتحرسها فرق الحرس الجمهوري عالية التدريب فضلا عن قوات الأمن . ودعا حزب النور "السلفي "جماهير المتظاهرين من كل القوى السياسية إلى الانسحاب من أمام قصر الاتحادية، ووقف كل مظاهر الاشتباك والتراشق والعودة للتعبير عن رأيهم داخل ميادين مصر المختلفة بصورة سلمية حقنا ًللدماء وتغليبا ًلمصلحة الوطن. من جانبه، حمل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب "مصر القوية"، المرشح السابق للرئاسة،مسؤولية دماء المصريين التي تراق أمام قصر الاتحادية للرئيس محمد مرسي، قائلا إن استبدال قوات الأمن بمؤيدين لمرسي هو بداية لانهيار للدولة. وكتب أبو الفتوح عبر حسابه الشخصي على موقع "تويتر": "دماء المصريين التي تراق الآن أمام قصر الرئاسة مسئولية الرئيس، استبدال الأمن بمؤيدي الرئيس انهيار للدولة". (ديوان الرئاسة: مرسي ليس مسئولا عما يحدث) وأكد رئيس ديوان رئيس الجمهورية المصري السفير محمد رفاعة الطهطاوي إن الرئيس مرسي أصدر تعليمات واضحة منذ بدء الظاهرات حول قصر الرئاسة بالاتحادية قنا، وأنه كان موجودا في القصر بتعليمات من الرئيس لضمان أن لا يرد احد من أفراد الحرس الجمهوري على أي استفزاز وقال :" أفراد الحرس لم يضرب منهم أحد حتى لو بعصا أو يرفعها". وأشار الطهطاوي أنه كان من الطبيعي أن بعض الذين لا يتفقون مع من يطالبون برحيل الرئيس المنتخب أن يعبروا عن رأيهم في محيط الاتحادية ويقولون نحن مع الرئيس وقال :" الرئاسة غير مسئولة عما يحدث وحدث بأي شكل من الأشكال". (تحذيرات من الانقسام) كما دعا محمد بديع المرشد العام للاخوان المسلمين في مصر أمس إلى التماسك والوحدة وحذر من الانقسام والفرقة. وفي أول بيان عام له منذ مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة مئات في اشتباكات بين مؤيدي الرئيس المصري محمد مرسي ومعارضيه في محيط قصر الرئاسة الليلة قبل الماضية قال بديع "قوتنا في وحدتنا وتماسكنا.. وضعفنا في تفرقنا وتشرذمنا". وأضاف في بيان نشر على موقع الجماعة على الفيسبوك "علينا بالاتحاد والتماسك لبناء أوطاننا ولنغلب المصالح العليا على المصالح الشخصية... فتفرقنا واختلافنا وتشرذمنا لا يخدم سوى أعداء الأمة". عناصر من الجيش يجهزون حاجزا لصد المتظاهرين