ازد - احمد عسيرى قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس السبت: إنه إذا مضى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في خططه لنقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس فإن ذلك سيضر بعملية السلام. وأضاف للصحفيين بعد دقائق من بحثه الوضع في الشرق الأوسط مع البابا فرنسيس أن الفلسطينيين سينتظرون ليروا ما سيحدث، وقال إن نقل السفارة للقدس لن يساعد السلام وإنه يأمل ألا يحدث. وكان عباس حذر الجمعة من أن مشروع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس يمكن أن يدفع الفلسطينيين إلى "التراجع عن الاعتراف بدولة إسرائيل". وخلال حملته الانتخابية وعد ترامب الذي سيتولى مهامه خلال أيام، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في خطوة ستشكل إذا حدثت قطيعة مع السياسة التي اتبعتها الولاياتالمتحدة، وكذلك الجزء الأكبر من الأسرة الدولية، حيال قضية القدس. وفي الواقع، يشكل وضع القدس واحدة من أكبر القضايا الشائكة لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها "الأبدية والموحدة" بينما يريد الفلسطينيون جعل الشطر الشرقي العربي من المدينة الذي تحتله إسرائيل منذ 1967، عاصمة للدولة التي يتطلعون إليها. وقال عباس في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية "كتبت إلى الرئيس ترامب لكي أطلب منه عدم القيام بذلك"، وأضاف إن "هذه الخطوة لن تؤدي إلى لحرمان الولاياتالمتحدة من أي شرعية للعب دور في النزاع فحسب، بل ستقضي على حل الدولتين أيضا". وتابع الرئيس الفلسطيني أنه إذا طبقت هذه الخطة، "فستكون هناك خيارات عدة" لدى الفلسطينيين، موضحا ان "التراجع عن اعترافنا بدولة اسرائيل سيكون احدها، لكننا نأمل ألا نصل إلى ذلك وان نستطيع بالمقابل العمل مع الإدارة الأميركية المقبلة". وفي حدث استثنائي، طلب الفلسطينيون من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخل موسكو لمنع نقل السفارة الاميركية الى القدس. وقال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الجمعة انه نقل الرسالة من عباس الى بوتين خلال زيارة الى موسكو التقى خلالها بوزير الخارجية سيرغي لافروف. وقال عريقات "نقلت رسالة خطية من عباس الى بوتين وبصراحة كانت تطلب من بوتين المساعدة" بعد أن "وصلتنا معلومات تفيد ان الرئيس الاميركي المنتخب (دونالد) ترامب سيقوم بنقل السفارة الى القدس وهذا يعتبر بالنسبة الينا خطا أحمر وأمرا خطيرا". ودان مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين في خطبة الجمعة خطة ترامب نقل السفارة الأميركية الى القدس، معتبرا انها "اعتداء على المسلمين" في جميع أنحاء العالم. وقال الشيخ حسين في خطبته في المسجد الأقصى في القدسالشرقيةالمحتلة، إن "الوعد بنقل السفارة من قبل الرئيس المنتخب ليس اعتداء على الفلسطينيين فقط بل على العرب والمسلمين، ولن يسكت المسلمون والعرب وهم يرون العدوان يتحقق خلال نقل السفارة إلى القدسالمحتلة". من جهته، صرح سفير إسرائيل لدى الأممالمتحدة الجمعة انه يخشى قرارا جديدا لمجلس الأمن يدعم الفلسطينيين بعد مؤتمر باريس الدولي حول الشرق الاوسط. غير أن السفير السويدي اولوغ سكوغ الذي يترأس مجلس الأمن في كانون الثاني/يناير قال إنه لا علم له بنص من هذا النوع. وقال السفير الإسرائيلي في بيان "نشهد محاولة للترويج لمبادرة اللحظة الأخيرة قبل تولي الادارة الأميركية الجديدة" مهامها، مضيفا ان "أنصار الفلسطينيين يسعون الى إجراءات أخرى ضد إسرائيل في مجلس الأمن". ومن المقرر ان يجتمع مجلس الامن الدولي الثلاثاء لبحث النزاع الفلسطيني الاسرائيلي للمرة الاولى منذ صدور قرار المجلس بإدانة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية وتأكيد عدم قانونيته. وكان مسؤولون اميركيون عدة حذروا من نقل السفارة الاميركية الى القدس، من بينهم وزير الخارجية المنتهية ولايته جون كيري الذي تحدث عن "خطر انفجار شامل في المنطقة". وكان الرئيسان السابقان جورج بوش وبيل كلينتون لم ينفذا وعودا قطعاها خلال حملتيهما الانتخابيتين بنقل السفارة الى القدس. لكن مستشارة قريبة من ترامب كيليان كونواي قالت في كانون الاول/ديسمبر ان هذه الخطوة هي "اولوية كبرى" للرئيس الاميركي المقبل. وعين ترامب ديفيد فريدمان سفيرا للولايات المتحدة لدى اسرائيل، وقد صرح فور إعلان تعيينه انه ينتظر بفارغ الصبر القيام بمهمته "في العاصمة الأبدية لإسرائيل، القدس".