أعلن مسؤول فلسطيني أمس، أن القيادة الفلسطينية ستعيد النظر في اعترافها بإسرائيل في حال قيام الولاياتالمتحدة بنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس بعدما تطرق مسؤولون من فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى هذا الاحتمال. وتزايدت التحذيرات مؤخراً من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإمكانية أن يؤدي هذا إلى تعزيز التوترات في الشرق الأوسط والقضاء على ما تبقى من إمكانية التوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية محمد اشتية للصحفيين في رام الله، إن نقل السفارة الى القدس يعني "نهاية حل الدولتين". وأكد اشتية أن مصادر دبلوماسية أبلغت القيادة الفلسطينية أن ترامب ينوي أن يدعو إلى نقل السفارة في خطاب توليه الرئاسة الأمريكية في 20 من يناير المقبل. وينظر المسؤولون الفلسطينيون في إمكانية سحب اعترافهم بإسرائيل في حال نقل السفارة. وأكد اشتية أن الفلسطينيين طالبوا المساجد في الشرق الأوسط الجمعة المقبل برفع الآذان احتجاجاً على هذا الاقتراح، وستقوم الكنائس الأحد بقرع الأجراس أيضاً رفضاً لنقل السفارة. وأضاف "إذا تم نقل السفارة للقدس فهذا يعني نهاية حل الدولتين ونهاية أي مسار مستقبلي تفاوضي وهو نقيض لموقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة". وأشار اشتية إلى أن "القيادة الفلسطينية لا تعلم شيئاً عن السياسة الخارجية للإدارة المقبلة، ولكن هناك مؤشرات سلبية كثيرة عبر متابعة الأشخاص المعينين لدى ترامب وولاءاتهم لإسرائيل ودعمهم للاستيطان، وكذلك تصريحات الرئيس نفسه تجاه قضيتنا إشارة سلبية وقرار الكونغرس الأخير الهادف لنسف قرار مجلس الأمن إشارة سلبية وكذلك الحديث عن نقل السفارة أمر لا يمكن القبول فيه". وعين ترامب ديفيد فريدمان المؤيد للاستيطان سفيراً إلى إسرائيل. وقال فريدمان إنه نه يريد العمل من أجل السلام "من السفارة الأمريكية في القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل". وكانت وسائل إعلام أمريكية نقلت عن المتحدثة باسم ترامب كيلي كونواي قولها الشهر الماضي إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس "يحظى بأولوية كبيرة" لدى ترامب. والقدس في صلب النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. واحتلت إسرائيل القدسالشرقية وضمتها عام 1967 ثم أعلنت في 1980 القدس برمتها عاصمة لها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولاياتالمتحدة. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدسالشرقية عاصمة لدولتهم العتيدة. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب الإثنين في رسالة إلى ترامب عدم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدسالمحتلة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). وقالت الوكالة إن عباس بعث برسالة إلى ترامب "شرح فيها مخاطر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس". ودعا عباس في رسالته ترامب "إلى عدم القيام بهذه الخطوة، لما لها من آثار مدمرة على عملية السلام، وخيار حل الدولتين، وأمن واستقرار المنطقة، على اعتبار أن قرار سلطة الاحتلال بضم القدسالشرقية، لاغٍ وباطل، ومخالف للقانون الدولي". وتعتزم فرنسا عقد مؤتمر في 15 يناير المقبل بمشاركة 70 دولة في مسعى لإحياء جهود السلام المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وعارضت إسرائيل بشدة عقد المؤتمر، داعية إلى إجراء محادثات مباشرة مع الفلسطينيين.