: تعد مدينة الملك فيصل الطبية التي تم اعتماد إنشائها في مدينة أبها لخدمة المناطق الجنوبية ( عسير وجازان ونجران والباحة ) من المدن الطبية المتخصصة حيث تحتوي على 1350 سريراً . وتشتمل المدينة التي أعلن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير عن بدء العمل في إنشائها أمس الأول بتكلفة إجمالية تجاوزت 4.2 مليارات ريال , على مستشفى تخصصي ، ومراكز للعيون والقلب والعلوم العصبية والأورام ، وغيرها من التخصصات النادرة مثل مركز العلاج الطبيعي والتأهيل. واعتمدت وزارة الصحة إنشاء مدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية إنفاذ للأمر السامي والتي ستخدم مناطق المملكة الجنوبية الأربع وهي: عسير وجازان ونجران والباحة، البالغ عدد سكانها4.200.000 نسمة . وبين المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية الدكتور أحمد النعمي لوكالة الأنباء السعودية أن وزارة الصحة حرصت على مراعاة أن يكون التصميم متميزا ويجسد مبدأ الرعاية الصحية الشاملة ولتقديم الخدمات الصحية من الدرجة الثالثة والرابعة . وأوضح الدكتور أحمد النعمي أن المساحة الإجمالية لأرض المشروع بلغت 1.500.000 متر مربع وتقع علي طريق الملك عبدالله شرق مدينة أبها وعلى بعد 27 كم , وغرب مدينة خميس مشيط وعلى بعد 25 كم وجنوب شرق مطار أبها الإقليمي وعلى بعد 10 كم , وهو الطريق المؤدي إلى منطقتي جيزان و نجران , وقد تم عمل فحص التربة والرفع المساحي والمخططات . وبين أنه تم تصميم المدينة الطبية بالكامل بالتماشي مع احدث المقاييس المعمول بها والمتعارف عليها من قبل وزارة الصحة وجمعية المعماريين الأمريكية وكذلك متطلبات الأقسام المعنية المستخدمة للمستشفى وتوجيهات مجلس المباني الخضراء الأمريكي (USGBC ) فيما يخص منشآت الرعاية الصحية,و روعي في تصميم المدينة أن تكون علي شكل " هلال " لتأخذ طابعا متميزا وشعارا لصحة الإنسان والمريض أولاً. وكشف النعمي أن المرحلة الأولى للمشروع تبلغ مساحتها الإجمالية 262836 متر مربع , وتشمل مستشفى تخصصي بسعة 500 سرير ( ويشمل جميع تخصصات الباطنية والجراحة وفروعها الدقيقة ) ومقسمة إلى أربعة أبراج وارتفاع خمسة طوابق قابلة للامتداد العمودي إلى ثمانية طوابق , ويشمل كل طابق مابين 20 إلى 28 غرفة , كل غرفة تحتوي على سرير واحد لإعطاء الخصوصية والعناية الصحية المتميزة لكل مريض , كما تم إنشاء الغرف الذكية والرقمية ومبني الطوارئ ومبني العيادات الخارجية (200 عيادة) مع وجود مختبرات وصيدليات غير مركزية لتخفيف حركة المريض وتقديم الخدمات المتميزة له بالإضافة إلى مكاتب للأطباء روعي فيها قربها من المبني الرئيسي ليسهل حركة الأطباء للعناية بمرضاهم المنومين . وأوضح المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية الدكتور أحمد النعمي أنه تم أنجز المخطط الرئيسي وتصميم المشروع , وكذلك الموقع إذ تمت الترسية على شركة وطنية وسيبدأ التنفيذ في الربع الأول من العام الحالي 2012 . وذكر أن المرحلة الثانية من المشروع تشتمل على المراكز الطبية ومركز العلاج الطبي والتأهيل والإسكان والمراكز التخصصية منها مركزاً للعيون بسعة 100 سرير ويشمل على قسم التنويم الداخلي لمرضى العيون والعيادات الخارجية علماً أن أكثر من " 80 " من العمليات سيتم إجراءها عن طريق عمليات اليوم الواحد , ومركزاً للقلب بسعة 200 سرير ويشمل على قسم التنويم الداخلي لأمراض وجراحة القلب للأطفال والكبار ومعامل قسطرة القلب وعناية مركزة وعيادات خارجية , ومركز العلوم العصبية بسعة 150 سريرا ويشمل قسم التنويم الداخلي والعناية المركزة وعيادات خارجية ومعامل لتخطيط المخ و علاج أمراض وجراحة المخ والأعصاب وفقرات الظهر والجراحات الحديثة لعلاج الصرع , ومركزاً للأورام بسعة 200 سرير ويشمل العلاج السريري الكيماوي والإشعاعي والجراحي وهناك 4 وحدات للعلاج الإشعاعي , ومركزاً للعلاج الطبيعي والتأهيل بسعة 200 سرير وتقدم خدمات التأهيل الطبي لجميع مرافق المدينة ( تأهيل الكثير من العمليات مثل عمليات العظام والمخ والأعصاب والتحدث والنطق مثل مرضي زراعات القوقعة) ووحدات لزراعة الأعضاء ومركزاً للأبحاث. وأفاد الدكتور النعمي أن المرحلة الثانية تشمل تنفيذ مبنى للإدارة وسكناً داخلياً ومراكز ترفيهية وخدمات وأكثر من 200 فيلا و2000 شقة أسكان للعاملين في المدينة من أطباء وإداريين ومراكز للخدمة المركزية بالإضافة إلى الوحدات المساعدة التي تشتمل على وحدة الأشعة والطب النووي وتتمثل في أجهزة رقمية متطورة وخاصة التشخيصية والعلاجية للأورام التصوير المقطعي بتقنية البزيترون المدمج مع الأشعة المقطعية PET كما تشتمل على معجل لإنتاج المواد المشعة cyclotron التصوير الطبقي بتقنية انبعاث الفوتونات الأحادية المدمج مع الأشعة المقطعية SPECT CT ونظام الأرشفة الالكترونية لتصوير الأشعة ( PACS). وأكد المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية أن هذه الأجهزة متطورة الصنع وليس لها مثيل بالمنطقة وتوجد حاليا بمستشفي الملك فيصل التخصصي ومستشفي الملك فهد التخصصي بالدمام , وتحتاج من الجهد والوقت الكثير لتصميمها وإنشائها بالإضافة إلى إنشاء مختبرات وبنك الدم : المركزية واللامركزية تستخدم لجميع التخصصات. وأضاف إنه سيتم إنشاء قسم العمليات الجراحية وتحتوي على أكثر من 40 غرفة عمليات بنظام OR 1 موزعة حسب التخصصات وستشمل أجهزة رنين مغناطيسي وأشعة مقطعية متنقلة للتصوير خلال إجراء العمليات وإنشاء " 200 " عيادة خارجية عامة وتخصصية وأقسام السجلات الطبية الالكترونية Medical Electronic file وأقسام التعقيم المركزي والمغسلة والمطبخ وصالات الطعام . وبين الدكتور أحمد النعمي أنه تم تشكيل فريق عمل للأشراف والتخطيط لمشروع المدينة من الناحية الإدارية والمالية حيث تم البدء في وضع خطة لإدارة الميزانية لتدريب وتأهيل القوى البشرية عن طريق إيجاد فرص للتدريب والابتعاث ابتداء من هذا العام وسيعلن عنها قريبا حيث رصدت أكثر من 1500 بعثة في جميع التخصصات الطبية والفنية والإدارية , وقال " إن من اكبر التحديات التي ستواجهنا هو استقطاب الكوادر المميزة والتشغيل حيث يعد من الأوليات وتم اعتماد برنامج خاص بذلك من قبل وزارة المالية " . وذكر أنه تم عمل الخطة الرئيسية للمشروع والإعداد للبرنامج الإكلينيكي والعمل جاري لتحديد الخدمات ولوضع الخطط والرؤية والرسالة والأهداف الإستراتيجية للمدينة ويجري العمل على تشكيل الفريق الطبي لمناقشة واعتماد التصاميم الهندسية لكل مرحلة متوقعا أن المدة الزمنية للمرحلة الأولى 3 سنوات والمرحلة الثانية 5 سنوات . وأوضح الدكتور النعمي أنه تم اختيار الموقع الالكتروني للمدينة وسيدشن قريبا إن شاء الله ليكون نقطة تواصل مع المجتمع والجهات الخارجية ومدخل لعملية التوظيف والابتعاث خلال السنوات القادمة والعمل جاري لتصاميم شعار المدينة.