تظاهر مئات النشطاء الأميركيين والمسلمين احتجاجا على تصريحات المرشح الرئاسي الملياردير دونالد ترامب، التي طالب فيها بحظر دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا أمام فندق ترامب في ساحة كولمبوس بمدينة نيويورك مساء أمس الخميس، هتافات ترحب بمزيد من اللاجئين السوريين، من قبيل "اسمعها يا ترامب، اللاجئون مرحب بهم هنا"، و"قلها واضحاً، قلها عالياً: اللاجئون مرحب بهم هنا"، و"من سوريا إلى المكسيك، الحدود يجب أن تفتح". وشهدت المظاهرة حضورا طاغيا لناشطين أميركيين من مختلف الجمعيات والتوجهات، والذين وصفوا ترامب بالعنصري والمتعصب، وأكدوا دعمهم للمسلمين الأميركيين وترحيبهم بمزيد من اللاجئين السوريين والعراقيين. خطاب عنصري من جانبها قالت الناشطة هاداس ثيير التي وصفت نفسها بالمناهضة للإمبريالية، "يجب أن نوقف ترامب عند حده"، مشددة على أن الحرب الباردة على الإرهاب منذ 15 عاماً لم تؤد إلا إلى مزيد من العنصرية والكراهية والإسلاموفوبيا في المجتمع الأميركي. وأضافت ثيير في حديث للجزيرة نت أنها ليست قلقة من فوز ترامب من عدمه، "لكنها قلقة من العنف والتحشيد الذي أشعله، ولذلك يتوجب ألا يعامل كمرشح باحترام". وشددت على أن التهديد الحقيقي على المجتمع الأميركي ليس وجود المسلمين، وإنما هو الفقر والتشرد وضعف العناية الصحية والعنف ضد المرأة، ولهذا يتوجب التوقف عن التخويف من المسلمين وفتح الباب لاستقبال مزيد من اللاجئين. ووصفت الناشطة المرشح ترامب بالمتعصب وأن ثقته ستشعل مزيدا من العنصرية، ولهذا يجب -برأيها- التظاهر لكي يعرف الأميركيون أن الكثيرين يرفضون ما يطرحه. عدة أسباب بدورها قالت عبير قواس عضوة جمعية العرب الأميركيين في نيويورك وأحد منظمي المظاهرة، إن "الأسباب كلها من تصريحات ترامب وأحداث باريس وكاليفورنيا وتصويت الجمهوريين ضد استقبال اللاجئين، اجتمعت اليوم لنقيم هذه المظاهرة التي حضرها الكثير من الأميركيين من مختلف التوجهات". وأضافت عبير للجزيرة نت أن موقع ساحة كولمبوس يعتبر من الأماكن المزدحمة في العادة وهي تقابل مبنى قناة "سي.أن.أن" وأبراج ترامب، ولهذا تم اختيارها لتكون مكان الحدث، مشيرة إلى أن "اليوم يصادف يوم حقوق الإنسان العالمي، وهي مناسبة رائعة لتعزيز هدفنا". ووقف مؤيد وحيد لترامب قرب الاحتجاج ممسكا بلافتتين كتب على إحداهما "نحن نريد ترامب"، والأخرى "لا نريد المزيد من السوريين". وأظهر استطلاع للرأي أجرته وول ستريت جورنال وشبكة "أن.بي.سي" أمس الخميس، أن غالبية الأميركيين تعارض اقتراح ترامب بنسبة 57%، بينما أيده نحو 25% من الأميركيين.