أظهر استطلاع للرأي نُشرت نتائجه أمس، أن معظم الأميركيين يعارض اقتراح دونالد ترامب، أبرز مرشح جمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة. لكن ثلث الجمهوريين يؤيدونه، فيما اتهمته هيلاري كلينتون التي تسعى إلى الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي للمنصب، بأنه تحوّل «أداة دعاية» في يد «الإرهابيين». الاستطلاع الذي أعدّته صحيفة «وول ستريت جورنال» وشبكة «أن بي سي» أشار إلى أن 25 في المئة من الأميركيين يؤيدون اقتراح ترامب، فيما يعارضه 57 في المئة منهم. لكن 42 في المئة من الجمهوريين يدعمون الأمر، في مقابل 36 في المئة منهم يعارضونه. كما أظهر الاستطلاع أن أقل من ثلثَي الأميركيين آراؤهم ايجابية في شأن المسلمين، لكن نصف الجمهوريين موقفهم سلبي منهم. وأظهر استطلاع آخر نشرت نتائجه «وول ستريت جورنال» و «أن بي سي»، وأُعدّ قبل إلقاء ترامب تصريحه في شأن المسلمين، أن 35 في المئة من الجمهوريين يعتزمون التصويت له، في أعلى نسبة يحصل عليها منذ دخوله سباق الرئاسة. لكن حوالى ثلثَي الأميركيين قلقون من فكرة دخوله البيت الأبيض. وأشار استطلاع للرأي أعدّته وكالة «أسوشييتد برس» إلى أن 80 في المئة من الناخبين الجمهوريين المسجلين يعتبرون أن ترامب «حاسم». لكن ل58 في المئة من الأميركيين رأياً سلبياً في المرشح الجمهوري، وهذه أسوأ نسبة لأي مرشح للرئاسة. واحتشد مئات من الناشطين أمام فندق يملكه ترامب وسط نيويورك، لإدانة دعوته إلى حظر دخول المسلمين الولاياتالمتحدة. ورددوا هتافات بينها «مرحباً باللاجئين» و «ترامب إلى المزبلة». وكرّر ترامب دفاعه عن تصريحاته في شأن المسلمين، إذ قال لشبكة «فوكس نيوز» انه لم يدلِ بها «بسبب استطلاعات الرأي» التي أشارت إلى احتمال خسارته في ولاية آيوا. واستبعد ترشحه مستقلاً، وزاد: «الاتفاق هو أن يعاملونني (الجمهوريون) بإنصاف، وأنا أعاملهم بإنصاف». وانتقد علاقة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع إسرائيل، معتبراً أنها «أسوأ ما حصل» للدولة العبرية. كما سخر من اختيار مجلة «تايم» المستشارة الألمانية أنغيلا مركل شخصية العام 2015، قائلاً: «اختارت الشخص الأسوأ، الشخص الذي سبّب ضرراً كبيراً لألمانيا» بترحيبها باللاجئين. واستنكر ترامب سحب حكومة أدنبره المحلية لقب «سفير الأعمال» منه، وسحب جامعة «روبرت غوردون» في أبردين دكتوراه فخرية منحتها له، بسبب تصريحاته عن المسلمين. وقال لصحيفة اسكوتلندية: «على الساسة البريطانيين أن يشكروني، بدل ان يستسلموا للضغوط. قدّمت الكثير إلى اسكوتلندا، خصوصاً عبر إنشاء ترامب انترناشيونال غولف لينكس الذي يُعتبر أحد أفضل ملاعب الغولف في العالم». وأضاف: «استثمرت كثيراً من المال في تجديد منتجع ترنبيري السياحي الرمزي الذي سيتيح إنعاش المنطقة الشاسعة كلها». واعتبر أن «المملكة المتحدة تحاول بصعوبة إخفاء مشكلتها الهائلة مع المسلمين. لكن الجميع يعرفون ما يحدث. إنه أمر محزن فعلاً، كونوا صادقين» مع أنفسكم. وكان المرشح الجمهوري قال ان «مناطق في لندن يسودها التطرف، إلى درجة أن الشرطيين يخافون على أنفسهم فيها». لكن وزير الدفاع الهندي مانوهار باريكار شبه التأثير المحتمل لتصريحات ترامب ب «قنبلة نووية». ودانت الشركة التركية صاحبة امتياز العلامة التجارية ل «ترامب تاورز» في تركيا، اقتراح المرشح الجمهوري، معتبرة انه «نتاج عقل لا يفهم الإسلام دين السلام». وأعلنت أنها «تراجع البعد القانوني» لعلاقاتها مع العلامة التجارية لترامب. في الوقت ذاته، أقدمت شركة «داماك» العقارية في دبي التي تشيّد مجمعاً للغولف كلفته ستة بلايين دولار بالاشتراك مع ترامب، على نزع صورته وإزالة اسمه وصورته من موقع المشروع. إلى ذلك، أخلت الشرطة مقرّ «مجلس العلاقات الأميركية – الإسلامية» في واشنطن، بعد العثور على مسحوق أبيض في مظروف يحتوي على رسالة ورد فيها «موتوا ميتة مؤلمة أيها المسلمون». لكن اختبارات أولية أظهرت ان المسحوق ليس ضاراً، علماً أن المجلس أعلن أنه يتلقى يومياً «رسائل كراهية». واعتبرت كلينتون ان ما يقوله ترامب «ليس مخجلاً وخاطئاً فقط، بل خطراً يفيد الإرهابيين»، اذ «يمنحهم أداة دعائية كبرى، ووسيلة لتجنيد مزيد من الناس في أوروبا والولاياتالمتحدة».