أجّل البليونير الأميركي دونالد ترامب، أبرز مرشحي الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، زيارته إلى إسرائيل، ليجنّب رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو «ضغوطاً»، بعد تنديد عالمي أثارته دعوته إلى حظر «كامل» على دخول المسلمين الولاياتالمتحدة. وكتب ترامب على موقع «تويتر»: «قررت تأجيل زيارتي إلى إسرائيل، وتأجيل لقائي نتانياهو إلى موعد لاحق، بعد أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة». وكان مسؤول إسرائيلي أعلن أن نتانياهو سيستقبل ترامب في 28 الشهر، لافتاً إلى أن اللقاء كان مقرراً «قبل أسبوعين». وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي «رفضه» تصريحات المرشح الجمهوري عن المسلمين، لكن ساسة في الدولة العبرية، من اليمين واليسار، حضوه على إلغاء اللقاء. وذكّر ترامب بأنه شارك «في حملة إعلانية لمصلحة» نتانياهو، ووصفه بأنه «رجل طيب»، مستدركاً: «لم أُرِد أن أضعه تحت ضغط، كما أنني في خضمّ حملة قوية جداً تسير في شكل جيد جداً، و(الزيارة) لم يكن إجراؤها سهلاً». الجمهوريون الذين أحرجتهم تصريحات ترامب، يسعون إلى إطفاء الحريق الذي أشعله، لكنهم يخشون انشقاقه وترشحه منفرداً، ما يفيد ترشيح الديموقراطية هيلاري كلينتون. وكتب ترامب على موقع «فايسبوك»: «يفيد استطلاع جديد للرأي بأن 68 في المئة من أنصاري، سيصوّتون لي إذا خرجت من الحملة الجمهورية وترشحت مستقلاً». واعتبر لاري ساباتو، مدير «مركز الدراسات السياسية» في جامعة فرجينيا، أن «الجمهوريين في مأزق كبير»، وزاد: «لا أرى جامعاً واضحاً، سوى الكراهية لهيلاري كلينتون وباراك أوباما». وكان أوباما دعا إلى التسامح والاحترام، اذ ذكّر في الذكرى ال150 لإلغاء العبودية في الولاياتالمتحدة، بأن «حريتنا مرتبطة بحرية الآخرين، بصرف النظر عما يبدون عليه أو الإيمان الذي يمارسونه». في الوقت ذاته، انتقد أسطورة الملاكمة الأميركي محمد علي كلاي اقتراح ترامب حظر دخول المسلمين الولاياتالمتحدة، من دون تسميته. ووجد كلاي (73 سنة) نفسه وسط الجدل، حين اعتبر أوباما أن المسلمين هم جنود أميركيون ومواطنون وأبطال رياضة، فعلّق ترامب انه لا يعرف أي بطل رياضي مسلم. ووَرَدَ في بيان أصدره كلاي: «انا مسلم ولا شيء في تعاليم الإسلام يدعو إلى قتل أبرياء في باريس وسان برناندينو أو أي مكان في العالم». وأضاف: «نحن كمسلمين علينا أن نتصدى للذين يستخدمون الإسلام لتحقيق مآربهم الشخصية. وعلى قادتنا السياسيين أن يستخدموا موقعهم لتحقيق فهم افضل للدين الإسلامي، وتوضيح أن القتلة الضالين حرّفوا الطريقة التي ينظر بها الناس إلى واقع الإسلام». في السياق ذاته، أعلن مؤسس «فايسبوك» مارك زوكربرغ انه «يضم صوته إلى أصوات الداعمين للمسلمين، في بلدنا والعالم». وأضاف: «يمكنني تخيّل الخوف الذي قد يشعر به المسلمون من الاضطهاد، بسبب أعمال ارتكبها آخرون. كوني يهودياً، علّمني أهلي ضرورة الانتفاض في وجه الحملات التي تستهدف أي جماعة. ولو أن الهجوم لا يطاولنا اليوم، فإن الهجمات على حرية أيّ كان، تلحق الضرر بنا جميعاً في نهاية المطاف». وتابع: «إذا كنتم مسلمين في هذا البلد، بصفتي رئيس فايسبوك، أريدكم أن تعلموا أنه مرحب بكم دوماً هنا، وأننا سنكافح لحماية حقوقكم وإيجاد بيئة آمنة وسلمية لكم». إلى ذلك، سحبت الحكومة الاسكوتلندية دكتوراه فخرية ولقب سفير الأعمال من ترامب، معتبرة أن «الملاحظات الأخيرة التي أدلى بها، أظهرت انه لم يعد مناسباً لحمل اللقب» الذي مُنح إياه عام 2006، علماً أن والدته اسكوتلندية ويملك ملعبين للغولف في اسكوتلندا. كما أعلنت جامعة «روبرت غوردون» في أبردين سحب دكتوراه فخرية في إدارة الأعمال منحتها لترامب عام 2010، ووصفت تصريحاته بأنها «لا تتلاءم إطلاقاً مع أخلاقيات الجامعة وقيمها».