اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن "العدوان الروسي" عزز مسار الحرب في سوريا، وحوّل موسكو إلى طرف في قتل وتهجير السوريين وتدمير بلدهم بتخليها عن مساعي الحل السياسي وفق بيان جنيف. وفي هذا السياق قال الرئيس السابق للمجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي إن الجيش الحر لن يقبل أي تواصل أو تنسيق مع روسيا بخصوص الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. ودعا الائتلاف السوري في بيان له مساء أمس الأحد إلى مواجهة العدوان الروسي الخطير وتحالفاته ومبرراته وما يرافقه من "أكاذيب وتلفيقات حول قتال تنظيم الدولة"، معتبرا ذلك مهمة وطنية ينبغي الانخراط الكلي فيها. وطالب الائتلاف دول أصدقاء الشعب السوري بتقديم كل الدعم السياسي والمادي والعسكري لمواجهة العدوان الروسي على سوريا وشعبها، كما طالب الأممالمتحدة وكل المنظمات الدولية بإدانة هذا العدوان، واعتبر أن روسيا انضمت إلى ما وصفه بالحلف غير المقدس مع النظام السوري وإيران وحزب الله والمليشيات العراقية. كما أشار إلى أن عدوان روسيا الواسع على الشعب السوري تبدو تجلياته واضحة في عمليات قصف جوي وصاروخي، بالتزامن مع عمليات برية لقوات نظام بشار الأسد مع الإيرانيين، يشارك فيها ضباط وخبراء روس ضد الجيش السوري الحرّ، إضافة إلى بناء الروس قواعد بحرية وجوية وبرية في الأراضي السورية، تؤسس لتحول الوجود الروسي إلى ما وصفه باحتلال مباشر. وقد كشف رئيس الائتلاف السوري خالد خوجة في مقابلة مع شبكة "سي.أن.أن" التركية يوم الجمعة الماضي إرسال روسيا ألفين من المقاتلين المرتزقة إلى سوريا، مشيرا إلى أن موسكو بصدد رفع الرقم إلى عشرين ألفاً. وأوضح خوجة أن روسيا تهدف إلى تقوية الأسد ليجلس بقوة على طاولة المفاوضات، لافتاً إلى أن الحل السياسي لن يتحقق وأن روسيا باتت تحتل سوريا، كما أكد أن الائتلاف لن يجلس مع موسكو على طاولة المفاوضات. وقد جدد الائتلاف إشارته في بيانه إلى أن السبب الرئيسي لعدوان روسيا على سوريا، ليس الحرب على ما تسميها جماعات التطرف والإرهاب وتنظيم الدولة خاصة، بل دعم نظام الأسد طبقاً لتصريحات واضحة أعلنها القادة الروس بعد بدء عملياتهم. وفي هذا السياق قال العقيد العكيدي إن الجيش الحر لن يقبل أي تواصل أو تنسيق مع روسيا بخصوص الحرب على تنظيم الدولة، لأنها أصبحت طرفا مشاركا في قتل السوريين. وأوضح أن فصائل الجيش الحر قاتلت تنظيم الدولة منذ العام 2014 وليست بحاجة إلى شراكة الروس. وأشار العكيدي في مقابلة مع الجزيرة إلى أن النظام على نقاط تماس طويلة مع تنظيم الدولة تمتد حتى 150 كلم، لكن تلك الجبهات هادئة ولا تشهد أي اشتباكات، مشيرا إلى أن التنظيم استغل القصف الروسي وغارات النظام ليتقدم في ريف حلب الشمالي.