- تزامناً مع ما شهدته المملكة أخيراً من تفجيرات إرهابية استهدفت مسجدين في المنطقة الشرقية، بهجوم انتحاري، الأول في بلدة القديح بالقطيف، والآخر في حي العنود بالدمام، وتبني تنظيم "داعش" الإرهابي للتفجيرين، برزت ظاهرة أقلقت الخبراء، تتمثل في العناصر الداعشية صغيرة السن التي شاركت في هاتين العمليتين. وكانت وزارة الداخلية أعلنت بعد هذين التفجيرين الآثمين عن قائمة تحمل 16 مطلوباً للجهات الأمنية؛ وذلك لارتباطهم بالجريمة الإرهابية الآثمة ببلدة القديح، وإطلاق النار على قائد دورية أمن المنشآت بالرياض. ودعت الداخلية كل من تتوفر لديه معلومات عن أي من المطلوبين ال 16 إلى المسارعة في الإبلاغ عنهم. وأكدت بأن هناك مكافأة مالية مقدارها مليون ريال لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أحد المطلوبين، ومكافأة مالية مقدارها خمسة ملايين ريال لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على أكثر من مطلوب، ومكافأة مالية مقدارها سبعة ملايين لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إحباط عملية إرهابية. *قائمة المطلوبين تضمنت شباباً لم تتجاوز أعمارهم ال25: اللافت في القائمة أنها ضمّت 3 من الشباب الصغار الذين لم تتعد أعمارهم الخامسة والعشرين، وهم: بسام منصور اليحيى (23 عاما)، وعبد الهادي معيض القحطاني (21 عاما)، وإبراهيم يوسف الوزان (22 عاماً)، فيما تراوحت أعمار ال13 الآخرين ما بين 25 – 35 عاماً. *العاطفة الدينية سلاح "داعش" في تجنيد المراهقين: هذا الحضور القوي للشباب والمراهقين في داعش دفع بخبراء إلى بحث الموضوع من ناحية نفسية وشرعية، خاصة بعد أن أكدت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" في وقت سابق أن تنظيم "داعش" والجماعات المسلحة في سوريا والعراق تعمل على تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة. ووفقا لموقع عين اليوم دعت "اليونيسف" إلى العمل بشكل طارئ للقضاء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، بما فيها تجنيدهم واستخدامهم في النزاعات المسلحة، وضمان التزام أطراف النزاع ببنود القانون الدولي. ويرى خبراء في الجماعات الإسلامية أن داعش يستغل العاطفة الدينية المشبوبة لصغار السن، ويرون أن هذه العاطفة أحد أهم أسباب تجنيد المراهقين ممن هم دون العشرين، إذ يعاني كثير من الشباب في هذه المرحلة العمرية الحساسة من اضطراب سلم القيم. وبحسب عدد كبير من اعترافات الشباب المغرّر بهم ممن استطاعوا الخروج من مأزق التجنيد إما عبر الاعتقال أو الفرار، فإنهم يؤكدون أن الشاب المتدين في العشرين من العمر يُعد صيداً ثميناً لجماعات التطرف؛ بسبب استغلال حسن نيته واندفاعه، ورغبته الملحة في تغيير الأوضاع التي يعاني منها العالم الإسلامي وفق الرؤية الساذجة التي يقدمها له إعلام جماعات التطرف. *حب المغامرة وشبكات التواصل سبب رئيس: وبعد إعلان قائمة ال16 مطلوباً أمنياً، أطلق مغردون هاشتاقاً على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بوسم #تجنيد_صغار_السن_للتفجير ، استنكروا خلاله تجنيد صغار السن، وأسباب اندفاعهم وخلف هذه الجماعات المتطرفة بدون وعي منهم وتساءل الدكتور عبد الله بن ربيق عضو برنامج الأمان الأسري: "تفكّر بعمق وغرابة من القائمة التي تم الاعلان عنها!! لماذا شباب بهذه السن وبهذه السمات يقوموا بهذا الإجرام؟". ونوه بأن "المراهقة مرحلة خطيرة ومنعطف مهم في حياة الشباب في أي مجتمع، لابد من متابعتهم ومحاورتهم باستمرار مع تبيان الحقائق لهم، وأشار لا بد أن تكون هناك جُهود متكاملة أسرية وحكومية ومجتمعية لحماية هؤلاء الشباب من أنفسهم. ورأى المغرد مزكي العبدي أن شبكات التواصل سهّلت التجنيد بل أضفت عليه جاذبية الوسيلة وروح المغامرة وتسارع الخطوات. وأوضح الأكاديمي سعد الحسين بقوله على الاسرة دور رئيس في الكشف عن اي تغير يحدث في سلوكيات أبنائهم.