✒ تحت وطأة الظروف، وقسوة الحياة نتخذ الكثير من القرارات تارة تكون صائبة و تارة خاطئة ومنها مايكون من أجل مصلحة الآخر، وأيا كان نوع القرار الذي نتخذه في حياتنا لابد لنا أن نتحمل تبعات هذا القرار فلا نتذمر ولانتوجع ولانشتكي بل نتصبر ونتقوى ونتحمل لأنه بكل اختصار نحن من اتخذناه دون تدخل من أحد. وقبل أي قرار تتخذه اترك عواطفك ومشاعرك جانبا فالقرارت الناتجة عن عواطف أو في لحظات غضب أو فرح غالباً ماتكون وبالاً على أصحابها وتكون فاشلة وأحياناً تكون ضد صاحب القرار وفي غير مصلحته، المهم ان تجعل ماتقرره نابع عن حكمة وعقل ودراية ولا شأن للمشاعر به. وحين تريد اتخاذ أي قرار لابد في بادئ الأمر أن تستخير الله تعالى كما ثبت في الصحيح من حديث جابِرٍ -رضيَ اللَّه عنه- قال: ( كانَ رسولُ اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ في الأُمُور كُلِّهَا كالسُّورَةِ منَ القُرْآنِ ، يَقُولُ إِذا هَمَّ أَحَدُكُمْ بالأمر ، فَليَركعْ رَكعتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفرِيضَةِ ثم ليقُلْ : اللَّهُم إِني أَسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ ، وأستقدِرُكَ بقُدْرِتك ، وأَسْأَلُكَ مِنْ فضْلِكَ العَظِيم ، فإِنَّكَ تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ ، وتعْلَمُ ولا أَعْلَمُ ، وَأَنتَ علاَّمُ الغُيُوبِ . اللَّهُمَّ إِنْ كنْتَ تعْلَمُ أَنَّ هذا الأمرَ خَيْرٌ لي في دِيني وَمَعَاشي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي » أَوْ قالَ : « عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِله ، فاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فِيهِ ، وَإِن كُنْتَ تعْلمُ أَنَّ هذَا الأَمْرَ شرٌّ لي في دِيني وَمَعاشي وَعَاقبةِ أَمَرِي » أَو قال : « عَاجِل أَمري وآجِلهِ ، فاصْرِفهُ عَني ، وَاصْرفني عَنهُ، وَاقدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ، ثُمَّ رَضِّني بِهِ » قال : ويسمِّي حاجته ). ثم تستشير وقد قال الله -تعالى-: }.. وأمرهم شورى بينهم } وقال -تعالى- : { وشاورهم في الأمر } وقد شاور النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه في أمور الحرب مثل مشورة عمر -رضي الله عنه- وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في عدم ملاحقة جيش الروم في أرض الشام وضرورة العودة إلى المدينة وغيرها من المشورات التي أخذ بها النبي -صلى الله عليه وسلم-. والسنة النبوية مليئة بالمواقف والقصص التي تبين أن المشورة أمر مهم ونظام اجتماعي وأصل من أصول الحكم. ثم بعد الاستخارة والاستشارة عليك أن تنظر بجدية وواقعية للمعطيات التي حولك وتتهيأ من كل الجوانب نفسياً وجسدياً ومادياً وغيرها من الجوانب لما ينتج عن هذا القرار الذي اتخذته كي لا تندم وتخسر. ومن الضروري أيضاً أن يتهيأ صاحب القرار لما يأتي فجأة في طريقه دون مقدمات ويستقبله بكل بساطة ويسر ولايتخبط، ثم رويداً رويداً يتأقلم مع القرار ونتائجه وإن لم يتأقلم ويتعود على مابعد القرار ويريد أن يسلك طريقاً آخر بقرار جديد عليه أن يخرج من قراره السابق بأقل الخسائر. وبعد هذا الحديث المتواضع والبسيط عن القرار أحب أن أوجه رسالة لكل من اتخذ قراراً لأجل مصلحة الآخرين وقدم منفعتهم على منفعته أنت تستحق الإشادة والشكر والتقدير ، تستحق كل ماهو جميل ورائع فأنت تعطي وتبذل بسخاء وتكتم ما أهمك وأتعبك لكي تفرح من تحبهم وينعمون بالحياة الجميلة بعد قرارك الذي اتخذته لمصلحتهم. شكراً فأنت تحمل بين جنبيك قلباً لا يقدر بثمن. ✨إشراقة : لكي تشرق حياتك قرر ماتراه خير لك ومنفعته تعمك وتعم غيرك. والقرار أخيراً بيدك.