لقيت أحد أبناء معارفي وهو محتار وقلق ويسألني قال: يا عم ساعدني اختلط علي الأمر هل أسجل في كلية الطب أو أسجل في كلية الهندسة أو اسجل في كلية العلوم أو كلية الصيدلة أو كلية الزراعة إن مجموع درجاتي كبير وأنا محتار جداً هل اتجه مع زملائي إلى الطب أو مع زملائي إلى الهندسة أو.... أو.... أو.. قلت له تمهل يا ابني فسوف أساعدك بإذن الله تعالى ودعوته للجلوس معي وطلبت منه إحضار ورقة كبيرة وقلم ففعل ذلك وقلت له سوف أوجه إليك بعض الأسئلة. أكتبها ثم فكر مليا قبل الإجابة عليها، قال لي: أوكي يا عم. السؤال الأول: ما هي المواد التي تحبها والتي درستها في المدرسة؟ قال: أحب القرآن، الفقه والحديث والتوحيد والرياضيات، الانجليزي، والعلوم، والجيولوجيا، والأحياء، الكمبيوتر. السؤال الثاني: ما هي المواد الدراسية التي لا تميل إليها ولا تحب البحث عنها فذكرها وعددها. السؤال الثالث: ما هي المواد التي تحبها وتجد نفسك تبحث فيها أكثر من غيرها وتحصل فيها على درجات عالية؟ قال: الأحياء والعلوم واللغة الانجليزية. السؤال الرابع:هل تحب الجلوس في المكتب أم الجلوس في المعمل وإجراء التجارب؟ قال: أحب المعمل كثيراً والأدوات والميكروسكوب وأدوات التشريح والأدوات المعملية. قلت له إذا اقتربنا من الحل. فأنت يا ابني الأفضل لك أن تسجل في كلية العلوم قسم الأحياء ولا تتبع فلان أو علان لأن ذلك هو الأنسب لك كما جاءت إجاباتك على الأسئلة المطروحة عليك. قال مبتسماً وبدت على ملامحه علامات القبول والارتياح. ثم قلت له يبقى الشيء الأهم في هذا الموضوع قال وما هو قلت أن تستخير الله عز وجل قبل أن تتقدم على أي عمل، قال: كيف؟ قلت له: كما علمنا سيد الخلق أجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم يقول: اللهم إني استخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم، فانك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم ان كنت تعلم أن هذا خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وان كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عني وأصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به ويسمي حاجته" أخرجه البخاري ثم توكل على الله الحي القيوم.وقال الشاعر: توكل على الرحمن في كل حاجة أردت فإن الله يقضي ويقدر وقال شاعر آخر: فليس لنا غير التوكل عصمة على ربنا إن التوكل نافع وقال شاعر آخر: ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك قال المثل العربي: من يمتطي جمل جاره لا يصل إلى دياره. يا سادة يا كرام علموا أولادكم الاستخارة في جميع الأمور وطلب العون من الله سبحانه وتعالى ونذكرهم دائماً بقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه "وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب" هود 88وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. محمد سراج بوقس