العالم المتقدم من حولنا ينتج التكنولوجيا المتطورة ، ولا يتذمر المسؤولين فيه من نقد منتقديه .. بل يعملون في صمت ويطورون ويخططون لمستقبل أكثر تقدما لوطنهم ومواطنيهم !. بينما نحن لا نجيد سوى صناعة النفاق وإنتاجه وتوزيعة واستهلاكة على نطاق واسع ! ومن أهم "الأجواء" التي تنشط فيها خلايا الكثير من العقول التي تمد "مصانعنا" بالأفكار (المبدعة) لإنتاج النفاق : مناسباتنا العامة ، برامجنا الإعلامية وبخاصة الحوارية لتركيزها على تزييف الوعي والإستخفاف بعقول الناس ، كثير من تصريحات مسؤولينا ، خطابنا الموجه المغلف بالكذب واحتقار عقول متلقيه لتلميع صورة مسؤول هنا أو مسؤول هناك ، شخصية هنا أو شخصية هناك ، ولتمرير فضائح تنتج بدورها "كوارث" ! . ومن أهم الخبراء في (هندسة) النفاق العاملين في هذه المصانع "المتطورة"!: كثير من المسؤولين ، كثير من الإعلاميين ، كثر من المثقفين والشعراء ، وكثير من المستجدين والمناشدين إذلالا ! . وللإنصاف .. فأن منا من لا يجيد سوى صناعة التطرف والتشدد وإنتاجه بغزارة وباستخدام كل الطرق المقبلولة وأللا مقبولة ، وباستخدام أحدث ما انتجته مصانع الغرب (الكافر) من تقنيات الاتصال والإعلام .. وباسم والدين منه براء ليحشو إنتاجه في عقول أتباعه فلا يرون من الحق إلا مايراه هو ! وللأمانة .. فقد عجزت كل وسائل الحماية والسلامة المضروبة أطنابها حول هذه المصانع ومداخلها ومنافذها .. عجزت عن درء مخاطر الوعي المتنامي من حولها والذي أصبح - وبشكل ملحوظ - يرفض إنتاج تلك المصانع من مظاهر النفاق و"التمييع" ، والفكر المتطرف ، وآليات زرع الطائفية والعصبية والمناطقية والجهوية ، وآليات تشتيت الذهن وتزييف الوعي (على طريقة تشتيت السحب كي لا تكشف المستور) 0 ورغم تكدس إنتاج هذه المصانع (المتقدمة) ، إلا إنها ما تزال تنتج ! وذلك لسبب واحد فقط .. وهو أنه (لا يسمع) في (الساحة) إلا هدير "مكائنها" !!