.. كنت أراقب ما يجري من تجاوزات خطيرة وغير مقبولة على الإطلاق في جامعة الملك خالد للبنات من احتجاجات وصدامات لطالبات الجامعة وهي تحمل الكثير من المطالبات والاستحقاقات المشروعة والغير مشروعة .. ومع هذه الظاهرة الجديدة في مجتمعنا السعودي كنت أنتظر تدخلا عاجلا وسريعا من الجهات الرسمية العليا لوزارة التعليم العالي واتخاذ ما يلزم من قرارات حاسمة في مثل هذه الحالات ولكنني صدمت كغيري من الصمت المطبق الذي واكب هذا الفلتان المؤسف والخطير واكتفى الحدث بزيارات عادية من مسؤولي منطقة عسير بمعية عميد الجامعة عبدالله الراشد وبعض معاونيه الذين يظهرون كعادتهم في الصورة بلا رأي أو حلول .. .. وكنت كذلك أنتظر ما سيواكب هذا الحدث من مسلسل تتجه ردود أفعاله نحو الجامعة للبنين بالقريقر وغيرها من فروع الجامعة في محافظات المنطقة .. وهذا التوقع المخيف ظهر – فعلا – في أكثر من اتجاه وبطريقة متجاوزة وغير محسوبة للسيد الراشد ولبقية الكتيبة المتخاذلة في جامعته التي أصبحت على ما يبدو ملك من أملاكهم الخاصة !!! .. ومع هذه التواتر الصادم في الاحتجاج لطلاب وطالبات الجامعة في أبها وفي بقية المحافظات والذين يطالبون منذ زمن بشيء من أبسط الحقوق والواجبات ولكنها تصطدم بالعناد والتورم والمكابرة من لدن مدير الجامعة الذي أضاع فضيلة التعامل الحضاري الذي تتميز به مؤسساتنا النخبوية فعلمهم بالمقابل سوء السلوك واهدار الأخلاقيات والتعامل السفيه لأنه اختار لهم الاهانة فبادلوه بنفس السلوك المنحدر والساقط .. .. وهذه القضية الخطيرة التي اختارها الراشد لجامعتنا النخبوية والشامخة منذ أن تسلم مسؤولياتها بهدم كرامات طلاب الجامعة بالمزيد من الانتفاخ والتسويف والمكابرة وتعيين عمداء كلياته من بنين وبنات بانتقائه للذين يتماشون مع سياساته القمعية السافرة .. فأهدوه هذا الشرخ العميق والإساءة لتاريخه وسمعته .. أخيرا .. .. سيبقى وزير التعليم العالي العنقري على رأس الذين يتحملون وزر ما أصاب طلاب جامعة الملك خالد من ذل واستهتار بكراماتهم وهو يمارس صمته الرهيب على سياسة الراشد البليدة والعقيمة والتي جرته في النهاية إلى هذا المأزق والمنزلق الذي أظنه سيطول بقية جامعاتنا السعودية .. وكلنا أمل في يتعلم الوزير وغيره من الذين يحملون هموم الوطن بأن اختيار المناصب في القادم من الأيام في الجامعات وغيرها لن تستقيم إلا باختيار الرجالات الثقاة والذين يخافون الله بعيدا عن المتسولين والمرجفين والفشارين والمكابرين والموتورين والمنتفخين الذين سيجرون الأمور إلى الهاوية !!!