تناقلت الصحف الإلكترونية المقطع الحواري السرّي الذي دار بين المذيع السعودي بقناة الجزيرة على الظفيري، ومدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة المفكر الفلسطيني عزمي بشارة، حول ما يجري في البلدان العربية من ثورات ومظاهرات، عندما أعلن المذيع عن فاصل قصير، ولكن مخرج المسرحية نسي أن يغلق لاقط الصوت داخل الأستوديو، فتم بث الحوار على الهواء في غفلة من الرجلين. في الحوار يطلب الدكتور عزمي من المذيع عدم التعرّض للمظاهرات التي تجري في الأردن، مع التركيز على ما يجري في البحرين وسوريا، ويستغرب عزمي بشارة من علي الظفيري تركيزه على مظاهرات البحرين، فيرد الظفيري: من أجل تبييض وجه الجزيرة الذي يحتاج إلى جهود الآخرين لمدة 100 عام، وهنا يبتسم المفكر عزمي بشارة لعلي الظفيري، ويقول له: طلّعت لي كل عقدك مع السعودية!!. ولا غرابة من أن تصنع الجزيرة ما صنعت، فهي قناة لها أجندتها الخاصة التي تعمل من أجلها، لكن الغرابة أن يحدث ما حدث من مفكر قدير، ومن إعلامي ناجح ضد الموضوعية، وشرف المهنة الإعلاميّة. لقد عرفنا عزمي بشارة مناضلاً عربيًّا، ومفكرًا استشرافيًّا، واستطاع أن يرسم له صورة في ذهن المشاهد من خلال تضحياته من أجل فلسطين. وتعودنا من المفكر عزمي بشارة أن يحدثنا عن الموضوعية والرصانة العلمية ومنهجية البحث، ولكن ذلك الحوار كشف لنا جانبًا خفيًّا من شخصية الدكتور عزمي ما كنا نحب أن يظهر به. يعلم الدكتور عزمي بشارة والأستاذ علي الظفيري أن دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين كان بطلب من الحكومة البحرينية لحراسة المنشآت والأماكن الحيوية ضد مجموعة من الغوغائيين الذين تحرّكهم طهران، وجواسيس الحرس الجمهوري من داخل السفارة الإيرانية في المنامة، ويعلمان أن إيران تمارس نوعًا من الابتزاز السياسي لدول مجلس التعاون باسم حماية الشيعة، وقد كشفت الوقائع في الإمارات والكويت والبحرين أن إيران موغلة في دمويتها وجرائمها، والذي كشفت عنه صحيفة السياسة الكويتية وأكدته الصور الحية في دوار اللؤلؤة وجامعة البحرين أن هذا الفكر الصفوي فكر استئصالي مشبع بالثأرات والكراهية. لقد أرادات إيران أن تكون المنامة أنبوب اختبار للمملكة العربية السعودية، ولكن الخطة فشلت بامتياز. وما هذا الجنون الصفوي الذي تمارسه طهران عبر فضائياتها المنتشرة سوى شعور بألم الضربة التي تلقتها، وأفشلت سياستها التوسعيّة. هذا هو الذي جرى، ولم تقم قوات درع الجزيرة بالتعدّي على أي مواطن بحريني، والذي فعل برجال الأمن البحريني في دوار اللؤلؤة ودهسهم بالسيارات وتقطيع أوصالهم كان يمكن أن يكون ثقافة لدى جمعية الوفاق ومن لف لفها. قد يكون لدى الأستاذ على الظفيري عقده لا نعرفها، كما ذكر المفكر عزمي بشارة، ولكل عقدة حل، ولكن للخصومة شرف، والرجولة موقف.. ولقناة الجزيرة نقول: أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا. قليلاً من الحياء.. قليلاً من الموضوعية.. على هذه الأرض ما يستحق الحياة.. فالسعودية ليست للبيع. [email protected]