اعلن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ان مزيداً من القوات الخليجية ستصل الى البحرين. واشار في مؤتمر صحافي عقده امس الى ان قوات درع الجزيرة «لن تقوم بأي دور في استعادة النظام لكنها ستحمي الاصول الاستراتيجية فقط». وشدد على ان الحكومة اتخذت كل الاجراءات الممكنة لضمان نجاح الحوار لكن المعارضة رفضت التحركات. وكانت السلطات البحرينية بدأت امس إزالة دوار اللؤلؤة وسط المنامة، ودمرت نصب اللؤلؤة الذي يتوسطه، بعدما شكل رمزاً للحركة الاحتجاجية المطالبة بالتغيير. وقالت «وكالة الأنباء البحرينية» إنه «في إطار حرص الحكومة على تحسين الخدمات وتطوير البنية التحتية، بدأت أعمال تطوير تقاطع دوار مجلس التعاون لزيادة الانسيابية في هذه المنطقة الحيوية من العاصمة». ولم تعط الوكالة مزيداً من التفاصيل، لكنها نشرت صورة للنصب التذكاري وسط الدوار وهو مهدم. وشَيَّع امس مئاتُ البحرينيين بهدوء، وفي غياب اي تواجد لرجال الامن، جثمان أحمد فرحان الذي قُتل في الحملة لإخلاء دوار اللؤلؤة. وفي قرية الدراز القريبة من سترة خارج المنامة، تظاهر آلاف البحرينيين عقب صلاة الجمعة، مرددين هتافات «بالروح بالدم نفديك يا بحرين». ودعوا الى ضبط النفس والابتعاد عن العنف في وجه «جرائم الشرطة والجيش». واستمرت إيران بإثارة مشكلة البحرين في صحفها والمحافل الدولية، كما ان تظاهرات صغيرة سارت في العراق احتجاجاً على ما يجري في البحرين. وكانت البحرين قالت عن الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وخاطب فيها جامعة الدول العربية شاكياً حكومة المنامة، «ان خطوة ايران لا تخدم الامن والاستقرار في منطقة الخليج». وفي طهران أكد الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي، ان تطورات المنطقة كشفت ضعف اميركا امام ارادة الشعوب، وان سبل الحلول العسكرية ضد مطاليب الشعوب محكومة بالفشل». ودعا جليلي، خلال استقباله امس وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الى «اليقظة إزاء سياسات اميركا الرامية لحرف التحركات الشعبية وجرها للانفعال». وذكرت «وكالة الانباء الايرانية»، ان المعلم شرح مواقف بلاده من تطورات المنطقة، وأعرب عن «القلق من بعض المؤامرات الرامية الى تبديل التحركات الشعبية الى خلافات قومية وطائفية وإقليمية» وانتقد رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني «دخول قوات اجنبية الى البحرين» وقال لقناة «العالم» إن ايران «لن تظل مكتوفة الايدي تجاه ما يتعرض له البحرينيون من قمع». مؤكداً ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تراقب الاوضاع. وفي بغداد، دعت الحكومة العراقية الاطراف البحرينيين الى اعتماد الحوار في حل الازمة التي تمر بها بلادهم، وأوعز المرجع علي السيستاني بتعطيل الدراسة في حوزة النجف ليوم واحد تضامناً مع متظاهري المنامة. وأوضح المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء، علي الموسوي، أن «الحكومة تجدد مطالبتها للاطراف البحرينيين بضرورة اعتماد الحوار لحل الأزمة التي تمر بها بها بلادهم». وكان مجلس النواب علق أعمال جلسة «الخميس» الماضي الى اليوم «السبت» تضامناً مع البحرين، وأعلن رئيس البرلمان اسامة النجيفي في مؤتمر صحافي، أن «البرلمان يعلق أعماله ليوم واحد تضامناً مع الشعب البحريني، على ان تستأنف الأسبوع المقبل». ودعت وزارة الخارجية الاطراف البحرينيين الى اعتماد مبدأ الحوار الوطني، مع تجنب الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الامن في التعامل مع المتظاهرين. واقترحت «القائمة العراقية» بزعامة اياد علاوي، تشكيلَ وفد برلماني عراقي يمثل جميع الفعاليات السياسية، للمساعدة في حل «أزمة البحرين». ودانت تظاهرات في المناطق الشيعية في العراق بعد صلاة الجمعة، تفريقَ المحتجين في المنامة بالقوة، وطالبت بسحب قوات «درع الجزيرة» من البحرين. وفي مدينة الصدر، تظاهر حوالى خمسة آلاف شخص من أنصار التيار الصدري، وفي محافظة ديالى، انطلقت ثلاث تظاهرات ضمت نحو خمسة آلاف شخص، وذلك تلبية لدعوة هيئات عدة أبرزها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.