... تكتظ العمالة الوافدة في بلادي وتزدحم .. بطريقة تدعونا إلى التوقف والحيرة والألم ..! .. وتركض هذه العمالة الحافية منها والمتخمة في كل تقاطعات مدن الوطن ومحافظاته ومراكزه وقراه وهجره وهي تتناثر فيها وتبحث لها عن المزيد من فرص العمل بآية ثمن أو طريقة وبدون حسيب ولا رقيب .. ! .. إنهم يتوسدون طليعة الاستثمار التجاري (المتجاوز) منذ عقود من الزمن ويتوزعون قيادة المشاريع الكبرى والسطو على تجارة الضرورات الصغرى من طوابير المطاعم والمغاسل وصوالين الحلاقة والأفران وحوانيت المواد الغذائية في الأزقة والدهاليز المظلمة ..! يحدث ذلك تحت وطئة التستر التجاري (البريء) الذي فرض علينا القفز و (الفهلوة) على نظامنا الإدراي البائس والغادر بثراوتنا وطفرتنا المالية المهولة ومقدراتنا من شبابنا الطموح والعاجز عن سد حاجاته ومتطلباته الضرورية فأقحمته هذه الأنظمة الغير مسئولة .. رقما جديدا في طوابير ومنظومة السيد (البطالة) !! ورغم هذا الذي يدور من تجاوز خطير .. ظلت أموالنا السعودية تذوب في حساباتهم وحوالاتهم البنكية اليومية وهي مثقلة بالأرقام الفلكية الفادحة .. فيما يبقى البلهاء من أصحاب (التستر) البغيض يستمتعون بنسبتهم المؤية الشهرية المخجلة والتي أزعم بأنها لن تغطي حتى أجور مكالماتهم الهاتفية ...! .. لن أنس .. كارثية العمالة (الجسورة) والمتجاوزة والتي اختارت لعبتها الخطرة في مهن التعمير والتسليح والإنشاءات وهي لا تدرك أدق تفاصيلها .. ومعها – كذلك - العمالة التي احترفت لعبة المهن الأخطر والماثلة في صيانة السيارات والبارعون في تدميرها وهم يستقبلون الآلاف من سياراتنا عبر ورشهم الفاسدة والبدائية بفعل الحوادث المرورية اليومية المريرة في بلادنا .. إنهم يعبثون بأرواحنا ويتدربون في ممتلكاتنا رغما عنا ويضعون الأسعار التي تكرس فينا القمع والإذلال والخيبات بمزاجهم لا بمزاجنا .. !! وفي النهاية .. تسكن عمارتك او منشأتك الجديدة وهي حبلى بالتشوهات والتصدعات الصارخة .. حينها ما عليك غير التسليم بالترميم في شيخوختها المبكرة والتي طالت إمدادات المياه والكهرباء وربما غيرها من البنى التحتية الأمنة ..! وعليك – كذلك – التسليم بما ارتكبه سعادة المهندس (الميكانيكي) من حماقة بسيارتك الذي تورط في إصلاح عطبها فجعلها سبب في حتفك أنت وأسرتك عبر إحدى طرقاتنا المثالية ..! والحكاية .. تطول حول مسلسل عمالتنا (الموقرة) والتي لم تزل حاضرة ومزدهية تعبث بمقدرات مجتمعنا المترف والفاره .. ومعها نبقى نتطاول ونتسع في البنيان ونحشد المزيد من السيارات أمام منازلنا وعمالتنا العابثة والغير مدربة تضرب بجهلها في مفاصلنا وتنهب المزيد من جيوبنا .. والعرابون في أنظمتنا يطلون علينا في كل صباح بتصريحاتهم (الفجة والمستهلكة والعقيمة) ويلحون لنا بدهشة المخرجات في كلياتنا التقنية ومعاهدنا المهنية وما تصرفه الموارد البشرية من تدريب وتأهيل لشبابنا المسكين والعاطل والمغيب عن الاستفادة من تشريعاتها التي تتبناها مكاتب الجوازات في بلادي !! .. وعليكم بتتبع ما تفعله وزارة الصناعة لدينا من تطوير وتحديث (موهوم) استنزف المليارات من ميزانية الدولة منذ سنوات عجاف وفي النهاية لم ينجح مشروع وطني عليه (القيمة) نفاخر باستيعابه لثلة من مدرسة السيدة (البطالة) ! وعليكم برصد ما تقدمه الغرف التجارية لدينا من مهمات وطنية لمصلحة شبابنا .. فهي تقبض الملايين من الريالات عبر ضرائبها السنوية فتصرف جلها رواتب عالية لموظفيها وحفلاتها الشهرية ومع هذه (المهايطة) لم ترسم لها في أفق الضيلة شيئا مما يستحقه شبابنا من تدريب أو تأهيل أو تنوير يتلمسون بها العبور من النفق الضرير نحو استثمار تافه وبسيط ! .. وعليكم – كذلك – بالتأمل كيف يخترق بالتأمل كيف يخترق العامل الوافد أنظمة العمل والعمال وهو يحمل في إقامته الرسمية مهنته المزورة يباشر بها أعماله .. بدون اختبار أو مطابقة لتفادي ما يقدم عليه من فاجعة ! .. إن الوزير ثقيل .. والغياب عن الحلول السريعة والناجعة أظنه نائم و سيطول .. والأمنيات بلا حدود في تفكيك هذا الملف الهاجس من لدن المسؤولين الصادقين الخلصين المستحضرين لكارثة غسيل أموالنا بفعل التستر البليد والرخيص لهذه الحشود من العمالة العابرة .. أن بفعل التستر البليد والرخيص لهذه الحشود من العمالة العابرة .. إن وطننا العظيم يحتاج من الكثير أيها الحالمون بجيل مثابر يعترف بالجميل ..!!! ويا كريم. شاردة الأوطان لا تورق بالتدليس أو القفز على جماجم الأنظمة !