اجتاحت قوات الأسد بلدة مضطربة قرب دمشق يوم الخميس حيث هاجمت المدفعية وطائرات الهليكوبتر بلدة داريا التي يغلب على سكانها السنة مما أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة 150 قبل أن يقتحمها الجنود ويداهموا منازلها. ووفقا لجماعة المرصد السوري لحقوق الانسان المعارضة قتل نحو 100 شخص بينهم 59 مدنيا في اعمال العنف في انحاء البلاد يوم الخميس. وقتل نحو 200 شخص الاربعاء, وفقا لرويترز. وتحركت قوات الاسد نحو وسط داريا الواقعة على الطرف الجنوبي الغربي لدمشق دون مقاومة تذكر. وقال نشطاء بدمشق إنه يبدو أن مقاتلي المعارضة انسحبوا من المكان بالفعل. وقال ابو زيد وهو ناشط "يستخدمون قذائف المورتر لتطهير كل قطاع ثم يدخلونه بينما هم يتحركون نحو الوسط." وقالت مصادر بالمعارضة إنه يبدو أن الجيش يرد بحملات عسكرية عقابية وإعدامات دون محاكمة فيما يسعى الاسد جاهدا للاحتفاظ بسيطرته على دمشق وحلب المركز التجاري في شمال البلاد. وقال معارضون للأسد إن الدبابات والقوات هاجمت ضاحية المعضمية بجنوب غرب دمشق يومي الاثنين والثلاثاء مما اسفر عن مقتل 86 شخصا نصفهم أعدموا بشكل مباشر. من جهة أخرى, قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بحثت سبل دعم المعارضة السورية التي تقاتل القوات الحكومية في انتفاضة اندلعت قبل 17 شهرا ضد حكم الرئيس بشار الأسد. واضاف قوله أن كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما اتفقا على ان استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية او التهديد باستخدامها امر "غير مقبول على الإطلاق" وسيجبرهما على "اعادة النظر في اسلوب تعاملهما" مع الصراع, وفقا لرويترز. وقال المكتب في بيان "ومع (الرئيس الفرنسي فرانسوا) اولوند بحث رئيس الوزراء وأوباما كيفية البناء على الدعم الممنوح بالفعل للمعارضة لإنهاء العنف المروع في سوريا وتحقيق الاستقرار." وقال البيت الأبيض إن المحادثة الهاتفية تناولت "مجموعة واسعة من القضايا العالمية" منها الصراع في سوريا وضرورة زيادة مشاركة بلدان أخرى في مساندة المعارضة لحكومة الأسد. وأضاف البيت الأبيض قوله ان أوباما عبَّر عن مخاوفه "للوضع الإنساني الحرج والمتفاقم في سوريا" والحاجة إلى مساهمات في تلبية النداءات الإنسانية في المنطقة. وكان الجيش السوري الحر قد واصل تقدمه, حيث تمكَّن من السيطرة على مقرات أمنية في البوكمال على الحدود العراقية. وقالت مصادر من المعارضة السورية: إن قوات بشار الأسد أخلت منشأتين أمنيتين في البوكمال على الحدود العراقية، في وقت استطاعت فيه قوات المعارضة تحقيق مكاسب في المنطقة المهمة استراتيجيًّا بعد أسبوع من القتال العنيف. وقال نشطاء ومسؤولون في الجيش السوري الحر: إن قوات الأسد انسحبت من مجمع المخابرات الجوية ومجمع الأمن السياسي في البلدة الواقعة على مسافة 120 كيلومترًا جنوب شرق مدينة دير الزور. وقال أبو محمود أحد القادة العسكريين لمقاتلي المعارضة: "ما زال للنظام مجمع للمخابرات العسكرية ومطار البوكمال، وسقوط هذا المجمع مسألة وقت إن آجلاً أو عاجلاً، والمطار أصعب". وقال مهيمن الرميض المنسق العسكري لجبهة ثوار سوريا: إن البوكمال سقطت فعليًّا، لكن قوات الأسد ما زالت تقصف البلدة من قاعدة لحرس الحدود تبعد بضعة كيلومترات. وأضاف الرميض قوله: إن المعبر الحدودي مع العراق الذي أغلقته السلطات العراقية من جانبها أصبح تحت سيطرة المعارضة منذ بضعة أسابيع.