انفجرت سيارة مفخخة فجر أمس فى دمشق في حين سيطر مقاتلون معارضون على مقر للأمن في شرق البلاد بينما واصلت القوات النظامية قصفها لمناطق عدة، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن شكوك كبيرة في احتمال أجراء مشاورات حول استقالة الرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي أشار إليه نائب رئيس الوزراء السوري في موسكو الثلاثاء. مصادر من المعارضة السورية قالت: إن قوات الرئيس بشار الأسد أخلت منشأتين أمنيتين في البوكمال على الحدود العراقية، في وقت استطاعت فيه قوات المعارضة تحقيق مكاسب في المنطقة المهمة إستراتيجيًا بعد أسبوع من القتال العنيف. وقال نشطاء ومسؤولون في الجيش السوري الحر إن قوات النظام انسحبت من مجمع المخابرات الجوية ومجمع الأمن السياسي في البلدة الواقعة على مسافة 120 كيلومترًا جنوب شرق مدينة دير الزور. وقال أبو محمود -أحد القادة العسكريين لمقاتلي المعارضة-: «ما زال للنظام مجمع للمخابرات العسكرية ومطار البوكمال. وسقوط هذا المجمع مسألة وقت إن عاجلاً أو آجلاً. والمطار أصعب». وقال مهيمن الرميض المنسق العسكري لجبهة ثوار سوريا: «إن البوكمال سقطت فعليًا، لكن قوات الأسد ما زالت تقصف البلدة من قاعدة لحرس الحدود تبعد بضعة كيلومترات. وأضاف الرميض قوله: إن المعبر الحدودي مع العراق الذي أغلقته السلطات العراقية من جانبها أصبح تحت سيطرة المعارضة منذ بضعة أسابيع. وقال: «تعني السيطرة على البوكمال تضييق خطوط إمداد النظام من العراق، وفي الوقت نفسه تحسين الإمكانيات اللوجستية للمعارضة من خلال اتصال مفتوح مع القبائل العراقية على الجانب الآخر من الحدود». وبلدة البوكمال مثل باقي محافظة دير الزور الشرقية بلدة للمسلمين السنة ذات صلات عائلية وعشائرية بمعقل السنة في العراق. من جهته أوضح المرصد السورى لحقوق الإنسان أن انفجارًا دوّى بعد منتصف ليل الثلاثاء -الأربعاء في حي دمر بمدينة دمشق تبين أنه ناجم عن انفجار سيارة مفخخة وأسفر عن مقتل ثلاثة شبان كانوا يستقلونها. وأضاف أن اشتباكات دارت في محيط مطار المزة العسكري وترافق مع سماع دوي انفجارات عدة. وفي ريف العاصمة، تعرضت البساتين المحيطة ببلدات سقبا وحمورية والبلالية للقصف من قبل القوات النظامية، بينما سمعت أصوات إطلاق رصاص في مدينة دوما. وأشار المرصد إلى عدم ورود أنباء عن سقوط ضحايا. وفي حلب (شمال)، حيث تدور عمليات عسكرية منذ عدة أسابيع، تعرضت أحياء عدة للقصف من قبل القوات النظامية كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في أحياء جمعية الزهراء والحمدانية والإذاعة. وفي ريف حلب، تعرضت بلدات عندان وحريتان وكفر حمرة للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط قاعدة الصواريخ بمنطقة الشيخ سعيد «استخدمت على أثرها القوات النظامية الطائرات لاستهداف المهاجمين وقصف المنطقة المحيطة للقاعدة». وفي جنوب البلاد، تتعرض قرى وبلدات ومدن في ريف درعا لقصف عنيف من قبل القوات النظامية حيث سجل انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء شاسعة من المحافظة ووردت معلومات أولية عن تهدم في المنازل بالمناطق. وشهدت بلدة الحولة التابعة لريف حمص (وسط) قصفًا عنيفًا بالهاون والصواريخ. ويأتي ذلك غداة مقتل 128 شخصًا بينهم 48 مدنيًا وعشرين مقاتلاً من المعارضة بالإضافة إلى 51 عنصرًا من القوات النظامية. وفى سياق متصل أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن شكوك كبيرة في احتمال إجراء مشاورات حول استقالة الرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي أشار إليه نائب رئيس الوزراء السوري في موسكو أمس الأول، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند: «اطّلعنا على المعلومات حول هذا المؤتمر الصحافي (الذي عقده) نائب رئيس الوزراء السوري. بصراحة، لم نر فيه أي جديد استثنائي».