بعد التغيرات المهمة التي اعترت المنطقة، بفعل الصراعات والأزمات في بعض دولها، أعاد موقع أمريكي متخصص تصنيف جيوش منطقة الشرق الأوسط، وفقا لأحدث البيانات المتاحة. واستنادا إلى الدراسة التي أجرتها مؤسسة "آي إتش إس جين" البريطانية للاستشارات الدفاعية، أكد موقع "بزنس إنسيدر" الأمريكي، أن القوات الجوية السعودية أصبح لها وضع خاص نظرا لما تمتلكه هذه القوات من قدرات جوية فائقة لا تقل عن تلك التي تمتلكها إسرائيل. وأكد الخبراء المشاركون في الدراسة أنه في حال استمرار تقدم القوات الجوية السعودية على هذا المنوال فمن المتوقع أن يتمكن صقور المملكة من التفوق على القوات الجوية الإسرائيلية قريبا. وأشاد الموقع كذلك بأداء قوات الحرس الوطني السعودي، موضحا أن أداء هذه القوات المعنية بحفظ الأمن الداخلي للمملكة يعد هو الأفضل في منطقة الشرق الأوسط جميعها. وفي معرض الحديث عن الأسباب التي دعت الخبراء إلى تأكيد تفوق المملكة، أكد الخبراء أن هذا لا يرجع لكونها الدولة الشرق أوسطية الأكبر من حيث المساحة الجغرافية والثقل السياسي، ولكن نظرا لضخامة ميزانية المملكة الدفاعية، والتي تعد رابع أكبر ميزانية في العالم، ما أتاح للمملكة ترسانة من أسلحة متطورة حصلت عليها من الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى. هذا ما دعا الخبراء المشاركون في الدراسة للتأكيد أن ترسانة المملكة تعد هي الترسانة الأكثر تطورا في المنطقة، وأنه ليس هناك ثمة مقارنة بين ترسانة المملكة وترسانة دولة مثل إيران التي تقوم بتصنيع بعض أسلحتها محليا ما يجعلها أقل كفاءة من تلك المصنعة في الولاياتالمتحدة والدول الغربية. ورجحت الدراسة، أن من بين أسباب هذه الطفرة التي شهدها جيش المملكة في الآونة الأخيرة، أن حوالي 36% من سكان المملكة شباب تحت ال 24 عاما فضلا عن الشعبية الجارفة التي تتمتع بها قيادة المملكة في الداخل والخارج. ورغم توقع الدراسة تصدر المملكة ترتيب جيوش المنطقة خلال السنوات المقبلة، فقد ذكرت الدراسة، ووفقا للبيانات الحالية، فقد حلت إسرائيل في المرتبة الأولي حيث بلغت ميزانيتها الدفاعية 15 بليون دولار، وعدد أفراد جيشها العاملين في الخطوط الأمامية 176,500 فرد ولديها 3,870 دبابة و680 طائرة. وجاءت تركيا في المركز الثاني حيث بلغت ميزانيتها الدفاعية 18,1 بليون دولار، وعدد أفراد جيشها العاملين في الخطوط الأمامية 410,500 فرد، ولديها 3,657 دبابة و989 طائرة. وجاءت المملكة في المركز الثالث حيث بلغت ميزانيتها الدفاعية 56,7 بليون دولار، وعدد أفراد جيشها العاملين في الخطوط الأمامية 233,500 فرد، ولديها 1,095 دبابة و652 طائرة. أما الإمارات التي حلت في المركز الرابع فبلغت ميزانيتها الدفاعية 14,4 بليون دولار، وعدد أفراد جيشها العاملين في الخطوط الأمامية 65,000 فرد، ولديها 545 دبابة و444 طائرة. وحلت إيران في المرتبة الخامسة حيث بلغت ميزانيتها الدفاعية 6,3 بليون دولار، وعدد أفراد جيشها العاملين في الخطوط الأمامية 545,000 فرد، ولديها 2,409 دبابات و481 طائرة. وتلت هذه الجيوش الخمسة الأقوى في المنطقة مصر ثم سوريا ثم الأردن ثم عمان ثم الكويت ثم قطر ثم البحرين ثم العراق ثم لبنان و أخيرا اليمن. تجدر الإشارة إلى أن الخبراء المشاركين في هذا التقييم بنوا تقييمهم لجيوش المنطقة على أساس القدرات التشغيلية الخاصة بكل جيش والأجهزة وحجم ترسانة الأسلحة التي يمتلكها. وقام بهذه الدراسة كل من "باترك مجهان" الخبير العسكري بالمؤسسة الدفاعية التابعة لمشروع "ميليتاري إدج" الأمريكي المعني بتقديم النصائح العسكرية واللوجستية لصناع القرار بالولاياتالمتحدة، و"كريس هارمر" كبير المحللين البحريين في معهد الدراسات الحربية الأمريكية.