أظهرت حملة مكثفة شنتها عدة حسابات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعة لمقاتلين في العراق وسوريا، بوادر انشقاق داخل صفوف الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف إعلاميًّا ب"داعش"، بعدما تبادلت تلك الحسابات تبادل اتهامات بالكفر والخروج عن الملة مع قيادات وأعضاء "داعش". وكشفت حملة على تويتر تابعة ل"أبي عمر الكويتي" وهو -شرعي سابق في داعش ومبايع لخلافة البغدادي- عن انشقاق "داعشيين" عن التنظيم، وأطلقوا على تنظيم "داعش" اسم "دولة الجهمية الكافرين" بدلا من "الدولة الإسلامية". وترجع أسباب تكفير "الكويتي" ل"داعش" -بحسب ما ورد بحساباتهم على تويتر- إلى موقف تنظيم القاعدة من الشيعة، حيث سبق وأفتى "الكويتي" بتكفير قائد التنظيم أيمن الظواهري الذي رفض تكفير الشيعة، وطالب "الكويتي" من "داعش" تأييده في موقفه، إلا أن "داعش" رفضت اعتبار "الظواهري" كافرًا، مما حدا ب"الكويتي" إلى الإفتاء مجددًا بتكفير "داعش" نفسها لأنها رفضت تكفير "الظواهري"، مستندًا في ذلك إلى ما يعرف بنظرية "التكفير بالإعذار بالجهل"، ونظرية "تكفير من لم يكفّر المشركين". وفيما يخص "أبو عمر الكويتي"، فقد أصدر التنظيم تعميمًا ب"تويتر" بين فيه أن أبا عمر الكويتي جندي في الدولة، وليس قياديًّا ولا أميرًا ولا شرعيًّا فيها، ولا حتى واعظًا، وأن منهجه لا يمثل الدولة الإسلامية، وليس كل ما يصدر عنه يمثل التنظيم، كذلك هو ممنوع من الكتابة في "الإنترنت"، وأن ما يكتبه اجتهادات ومخالفات لم يؤذن له بها. وفي المقابل، لم تكفّ الحسابات التابعة للكويتي عن نشر البيانات التي تكفر "داعش" التي جاء في أحدها أن "داعش" تختطف المؤمنين من منازلهم وتزج بهم في السجون. في المقابل، أكد مقاتل يدعى "أبو الليث المصري" عبر حسابه على تويتر، ردًّا على من تحدث عن "توبة الكويتي" عن فتنة "التكفير"، بأن أفكار "الكويتي" هي ذاتها الأفكار التي تتبناها "داعش"، وأنه لن يتم طرده أو سجنه، كون التنظيم يأخذ بكلام "الحازمي" في تكفير "العاذر" وهو ما يوافق فكر "الكويتي"، بحسب قوله. وأضاف "أبو الليث" في تغريداته التي نشرها الشهر الماضي، أن المستقبل سيشهد جرائم يندى لها الجبين، وستشهد قتل كل من يخالف "داعش". فيما انتقلت المعارك بين أعضاء التنظيم والمؤيدين له والمنشقين عنه من أرض الواقع إلى هاشتاق جديد أطلقه البعض حمل اسم "أبو عمر الكويتي يكفر قادة الدولة"، حيث تبنى كل مشارك في الهاشتاق موقفًا ودافع عنه باستماتة، وشهد الهاشتاق كشف العديد من الاضطرابات الداخلية بالتنظيم، وإلى أي مدى أصابه التفكك، معلنًا عن قرب سقوطه.