قال الروائي السعودي عبده خال، إنه لم يتوقع أن يصبح روائيًّا، مؤكدًا أن أسرته لم تدفعه لذلك، وطفولته كانت طفولة عادية جدًّا. وأضاف خال، خلال لقائه ببرنامج "يا هلا" على قناة "روتانا خليجية"، "اليوم الثلاثاء، أن الجلوس لسماع الحكايات والأساطير من أمي عندما كنت طفلا كان بداية لعلاقتي مع القص والسرد، والسطوة التي كانت تُحدثها كانت الشرارة الأولى التي جعلتني أتمنى أن أمتلك موهبة الحكي". وأكد أن المرء إذا استشعر أن لحديثه أهمية فسيسهب إسهابًا قد يجعله من القادة العظام، قائلا: "عشت مع أسرة مزارعة، يبذرون الحكايات كما يبذرون الزرع، ورغم ضيق الحياة ماديًّا، فإنها كانت متسعة إنسانيًّا، كما أنه عندما لا يتربى الإنسان فنيًّا يتيبس، والتراث الفني في الجنوب خلق مبدعين". وتابع خال: "الحياة في القرية هي علاقة كائن حي بأحياء، أما في المدينة، فعلاقة كائن حي مع كائنات ميتة، ومحاولات التحرك للمدنية أفسدت أصالة القرية الجنوبية، وجردتها من الكثير من سماتها، ويكفي تآكل الأرض الخضراء، ونحن أشبه بعلب المواد الغذائية، نسير جميعًا على سير واحد، فنعبّأ، ونكرتن، ويعاد تصديرنا". وأشار إلى أنه فُطم في سن السابعة، وأمه أرادت أن تخلق من هذا الطفل شخصًا شجاعًا فزادته من لبنها، لكنه لم يصبح شجاعًا، قائلا: "كلما ابتعدنا عن أفعالنا التي صنعناها في الماضي وجدنا لها أسبابًا فلسفية وزمنية تبرر حدوثها لنا، والحياة في القرية تمنحك "سيولة المخيلة"، وكنت أجمع صبية الحارة الذين يصغرونني لأحكي لهم الحكايات". وأوضح أنه صنع في طفولته مسرحًا خاصًّا، كان فيه المؤلف والممثل والمخرج، ودخول الأطفال مقابل أن يشترون البطاطس. مضيفًا: "نفوري في طفولتي ممن هو أكبر مني لمن هو أصغر مني كان محاولة لجعل السطوة الأولى للحكاية، ومخيلتي الجامحة في صغري وجدت ضالتها في «سوبر مان» لأنها شخصية خارقة، تمتلك كما هائلا من المعلومات". واستطرد "تعرضت في بداية فترة الصحوة لتأثيرات متطرفة، وهناك من حاول استقطابي في سن 14، واشتركت في فرقة للدعوة، وأزمة «جهيمان» -في إشارة إلى جهيمان بن سيف الذي اقتحم الحرم المكي الشريف- مثلت صدمة للمجتمع جعلته ينتبه للتطرف، و«السينما» كانت طريقي للابتعاد عنه". يُذكر أن عبده خال روائي سعودي وصحفي، من مواليد 1962، تربى بين جازانوجدة،، وهو كاتب جريء، وروائي مثير للجدل، اختار أن ينحاز في كتاباته دائمًا للفقراء والمهمشين، كما حاز الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عام 2010 عن روايته «ترمي بشرر» وتعدد تكريمه في الكثير من المؤتمرات الأدبية والملحقيات الثقافية إثر ذلك، منها تكريمه في الكويت، والجزائر، وأمريكا، وسوريا، والبحرين، وقطر.