نصحو في هذه الأيام على أصوات شعوب الدول المجاورة لنا , تنادي بإصلاح مجتمعاتها , وإسقاط أنظمه حكمها , و زوال حكامها , ظناً منها أنهم سبب الفساد والظلال , ولكن التغيير الحقيقي يكمن في تغيير أنفسهم مصدقاً لقوله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وخير شاهد على ذلك النجاشي ملك الحبشة الذي كان حاكماً صالحاً موحداً , فلم يفلح في تغيير مجتمعه وإصلاحه , رغم أنه يملك زمام الأمور , وذلك لأن محكوميه كانوا مشركين , ولم يغيروا ما بأنفسهم . أيها الأخوة الفضلاء: أولم يحكم الله أن لا تمكين في الأرض ولا استخلاف ولا أمن ولا نصر إلا بأمه , أي أمه ؟! أنها أمة العبادة مع توحيد خالص أقرأ قول الحق : ) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) أليس الأجدر أن تتعالى أصوات الشعوب منادية بالتوحيد , وتطبيق شرع الله في شؤون حياتهم اليومية , قبل مناداتهم للمال ومحاربة البطالة , ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنه فلم يأخذ مالاً أو يطلب ملكاً لما قالت له قريش إن أردت مالاً أعطيناك أو ملكاً ملكناك فلم يلتفت لتلك المعطيات المادية , وإنما سعى إلى دعوة التوحيد بين أفراد المجتمع والتحذير من الشرك من بعثته إلى فتح مكة , بل إلى دنوا أجله , فالتوحيد أيها الشعوب الإسلامية أول واجب وآخر واجب , نعم نريد من الشعوب الإسلامية أن تتعالى أصواتها داعية إلى ما دعا إليه الأنبياء (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) داعية إلى هدم القباب و الأضرحة التي يطاف حولها , وهي منتشره في بلادهم , وقريبة من مساكنهم , فإن ضررها أشد من مسجد ضرار , كما حكا الإمام النووي عن الإمام الشافعي رحمهما الله في شرح مسلم قال : ( وتجب المبادرة لهدمها وهدم القباب التي على القبور فذلك اضر من مسجد الضرار ) أيها العقلاء من شعوب العالم الإسلامي الشرك معصية لا تجدي معها طاعة , ومنقصه لا يجزي عنها كمال , فالتوحيد هو المنقذ من كل استبداد و ظلم ( الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) فحذروا رحمكم الله من القبورين والمارقين والرافضة الذين يهدمون الدنيا والدين بالشرك والنفاق وسوء الأخلاق , أولئك هم المفسدون حقاً فحذروهم . عبدالعزيز بن سليمان التويجري خطيب جامع ابن عثيمين بالخبر [email protected]