الأمنُ مقصدٌ من مقاصد الشريعة المعتبرة، فالله تعالى يقول: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ) النور: 55. ما الذي يمن الله به على عباده في هذه الآية؟ .. إنه يمن عليهم بجزيل النعم التي منها: (وليبدِّلنَّهم من بعد خوفهم أمنا)!، ليس هذا فحسب بل يقول جل جلاله بعد ذلك الأمن مباشرة: (يعبدونني) في إشارة صريحة إلى أن تحقق الأمن يتيح للإنسان حرية العبادة لربه في طمأنينة. وبالنظر للتشريعات الإسلامية في الحدود والجنايات.. فيجب التأمل كيف يكون دين الإسلام دين الرحمة والهداية هو الذي يأمر بقتل القاتل وقطع يد السارق!!، لماذا هذه الأحكام الشديدة من دين بني أصلا على الرفق حتى بالحيوان؟ بل حتى بالأشياء والجمادات؟ إنه الحرص على الأمن، وقطع دابر كل من يزعزعه أو يخلخله. من أجل ذلك كان تحقيق الأمن في بلاد الحرمين الشريفين في مقدمة الأولويات التي تسعى حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين إلى تحقيقها ليس فقط كغاية وهدف ولكن كوسيلة يتحقق من خلالها المزيد من الرخاء والازدهار والتقدم للمواطن السعودي ولكل من نال شرف الإقامة على هذه الأرض المباركة . فلا عجب أن أوكلت هذه المهمة العظيمة لرجل الأمن الأول في بلادنا ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، حفظه الله، والتي تجسدت رؤيته، يحفظه الله، لجوهر الأمن في أن مواهب الفرد وقدراته الإبداعية والفكرية والعلمية والأدبية لا ترتقي وتزدهر إلا في ظل شعوره بالأمن وباستقرار حياته وحياة أسرته ومجتمعه الذي يعيش فيه. فمنذ عهد الملك المؤسس، رحمه الله، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وهاجس المملكة كفالة الأمن وضمان الاستقرار، ومن هنا كان على كل مواطن أو مقيم على هذه الأرض المباركة أن يكون حارسا أمينا على مكتسبات الوطن ومنجزاته. حفظ الله لبلادنا أمنها وأمانها. * مدير جامعة أم القرى